يروي الكاتب قاسم أمين، عدة مواقف تتعرض لها المرأة المصرية، من رجال القرن قبل الماضي، وما يمثل ما هو محظورًا للرجال، والتي هي تعبر عن عادات وتقاليد متوارثة وراسخة.

فيروي أمين حسب مذكرات الكاتب والصحفي مصطفى أمين "من واحد لعشرة"، أنه حضر اجتماعًا ذات يوم في منزل سعد زغلول، وكان بحضور الشيخ محمد عبده.

وجاء شيخ من الأزهر، يبكي ويلطم ويدعي أنه سيشق هدومه، ويتهم نقيب المحامين إبراهيم الهلباوي بالكفر والإلحاد.

فقد رأى شهود الهلباوي وهو يركب عربة "الحنطور" في محطة مصر وزوجته تجلس بجواره، وكان ركوب الزوجة بجوار زوجها في هذا الوقت عيبًا.

وروى قاسم موقف آخر لزوجة وزير مرضت، ودعا الزوج الوزير الطبيب لفحصها، وعندما دخل الطبيب إلى الغرفة وجد السرير والوزير يجلس على أريكة بجواره، ووجد السرير عليه كومة من الألحفة والبطاطين، فاستغرب الطبيب وسأل عن المريضة، فأشار الزوج إلى السرير.

وطلب الطبيب أن تخرج السيدة زراعها ليقيس نبضها، ولكن الوزير رفض وأخرج له زراعه هو.

فأراد أن يرى الطبيب لسان الزوجة، فأخرجه الوزير من الغرفة، ودعاه للدخول ثانيًة بعد أن أظهرت السيدة لسانها، ووضعوا الأغطية على الجزء المكشوف من وجهها.

وولد قاسم أمين في 1 ديسمبر عام 1863، وحصل على ليسانس من مدرسة الحقوق عام 1881، وسافر إلى باريس لدراسة الحقوق، وبعد عودته قاد فكرة تحرير المرأة، وألف عدة كتب منها تحرير المرأة وكتاب المرأة الجديدة.