"طرق مختلفة ولكن الهدف واحد".. عبارة قالتها سعدية كامل، تلك الأم التي تبلغ من العمر 60 عاما، وهى تتحدث عن ما تسمع من أنباء اختطاف الأطفال واختفائهم، فبينما كانت منشغلة في أعمال الطبخ، تراقب ابنها الصغير ذو الـ8 سنوات، آنذاك، بمدخل منزلها بالعمرانية الشرقية بمحافظة الجيزة.

لتكتشف عند انتهاء أعمالها المنزلية، أنه غاب عن أعينها، ولم يكن له أثر، حتى تحرر محضر في اليوم التالي بقسم بولاق أبو العلا، والتي لم تتذكر رقمه، قائلة: "أنا مش فاكرة لأنه من سنين، هفتكر إيه".

تقول كامل، والتي تزوجت قبل 48 عاما، وأنجبت 4 أبناء غير "حمادة السيد يونس"، ابنها المختفي، إنها بحثت وراء كل السبل وسلكت طرق عديدة، ما جلعها تجوب عدة محافظات، والنشر في عدد من الجرائد لتجد ابنها الغائب منذ 33 عاما.

وأضافت لـ"هن": "أنا قلبت الدنيا ومش لاقياه لحد دلوقتي"، موضحة أنها ذهبت في آخر الأمر إلى الشيوخ، والدجالين، قائلة: "مشيت وراهم، وقلبوا حالي، واحد قال لي موجود ومتجوز، والتاني قالي لي معاه عيال، وخلوني مش شايفة تحت رجلي".

وتقول كامل، التي تعمل بإحدى المدارس المجاورة لمنزلها "عاملة نظافة"، إنها سلكت تلك الطرق الواردة والشاردة، لأن تجد ابنها: "بتعلق بقشاية، واللي بيقول لي حاجة بمشي وراه، ومن زمان ماشية وراهم وروحت لناس كتير".

وتتابع، أن زوجها توفي قبل 7 سنوات، موضحة أنه فعل ما عليه من أجل البحث عن ابنه "الغائب"، يجوب المؤسسات من الجمعيات والمستشفيات، بحثا عنه.

وتقول "كامل"، التي تسكن بحجرة، بنظام الإيجار إنها تأمل، راجية الخالق لأن تجد ابنها: "أنا مش مقتدرة، واللي حيلاقي ابني هديله كل حاجة، بس ألاقيه".