رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الخراف ليست "غبية" كما يعتقد البعض

كتب: وكالات -

04:52 م | الأربعاء 03 مايو 2017

صورة أرشيفية

تُعد الخراف من أكثر الحيوانات التي يُساء فهمها على وجه الأرض، فكل المعلومات التي عرفناها عنها تقريبا خاطئة، فاشتُهرت الخراف بأنها كائنات حمقاء، عديمة الحيلة، تتسكع بلا هدف على سفوح التلال والمرتفعات، ولا تصلح إلا لغرضين؛ أن تؤكل، وأن تُنتج الصوف، أما الحقيقة فالخراف على قدر مدهش من الذكاء، وتتمتع بذاكرة وقدرات إدراكية مذهلة، إذ يمكنها أن تقيم صداقات، وتساند بعضها بعضا في المعارك، وتحزن عندما يؤخذ أقرانها للذبح، ناهيك عن أن الخراف من أكثر الكائنات إضرارا بالبيئة على وجه الأرض.

وحسبما ذكر موقع "بي بي سي العربية"، توصلت دراسة أجرتها كيث كيندريك، بجامعة العلوم الإلكترونية والتكنولوجيا بالصين سنة 2001، إلى أن الخراف يمكنها إدراك وتذكّر 50 وجها على الأقل لأكثر من عامين، وهذا يعني أن ذاكرتها أقوى من ذاكرة الكثير من البشر.

وفي الدراسة، درّب فريق كيندريك الخراف على التمييز بين 25 زوجا من أقرانها، بالربط بين كل خروف من كل زوج منها، وبين مكافأة تُقدم لها في صورة طعام.

وتقول كيندريك: "أظهرت الخراف علامات سلوكية واضحة تدل على أنها تتعرف على الأشخاص، إذ كانت تصدر صوتا يدل على استجابة معينة لصورة الشخص، كما توصل الفريق إلى دليل على أن الخراف تميز تعبيرات الوجه، وتفضل الابتسامة على الوجه العبوس".

وأضافت: "الطريقة التي ينظم بها دماغ الخروف الأفكار تدل على أنه يُظهر نوعا من الاستجابة العاطفية للأشياء التي يراها في العالم من حوله".

كما أجرت كارولاين لي، بمنظمة الكومنولث للأبحاث العلمية والصناعية في أستراليا، دراسة على ذكاء الخراف، واكتشفت أن الخراف يمكنها أن تتعلم كيف تخرج من المتاهة المعقدة، وشجَّعها على الوصول إلى المخرج نظرة أقرانها من الخراف التي تنتظرها عند نقطة النهاية.

وإلى جانب الذكاء، فإن الخراف تتسم بالمرح، وتبعث مشاهدتها على السرور، كما يتضح في مقطع فيديو شهير على الإنترنت لخروف يقفز بشكل يبعث على المرح، كما أن للخراف ميولا جنسية، فهناك ثمانية في المئة من الخراف لها ميول جنسية مثلية، ما يجعلها من الأنواع القليلة من الحيوانات التي تتسم بهذه الصفة، وأيضًا بنى اجتماعية معقدة.

ومنذ ما يزيد على عقدين من الزمن، راقب باحثون من جامعة كاليفورنيا، في دراسة أجريت سنة 1993، بعض الكباش لثلاث سنوات، واكتشفوا أنها تقيم علاقات صداقة وطيدة، وتبحث عن بعضها بعضا في وقت الحاجة.

وذكر الباحثون في الدراسة: "الكباش تقيم علاقات تدوم لفترات طويلة، وتدعم الضعيف بينها، وتساند بعضها بعضا في المعارك".

وتوصل تقرير نُشر سنة 2009 في دورية "أنيمال ويلفير" المعنية برعاية الحيوانات، إلى أن الخراف لديها القدرة على إظهار جميع المشاعر، من الخوف إلى الغضب، واليأس، والملل، والسعادة.

وفي الدراسة، قاطع الباحثون الخراف أثناء تناول الطعام من حوض العلف عدة مرات، وعندما وضعوا مروحة فوق الحوض فجأة، أخذت الخراف تصيح أكثر من غيرها من الخراف التي لم تتعرض لهذا الموقف، بمعدل أربعة أضعاف، وتسارعت دقات قلبها.

وللخراف قدرة مدهشة على الرؤية الطرفية، فبفضل حدقات أعينها التي تتخذ شكل شق أفقي، يمكنها أن ترى الأشياء من خلفها من دون أن تحرك رأسها.

وقال الباحثون: "كما هو الحال مع البشر، شعرت الخراف باليأس بسبب المواقف التي قيّمها الباحثون بأنها كانت مفاجئة، وغير مألوفة، وخارجة عن السيطرة، أما الملل، فكان ناتجا عن البيئة الرتيبة"، إذن، فالخراف ليست غبية كما كنا نعتقد.