يصاب العديد من الأشخاص بإدمان مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يعرف بمتلازمة الـ"FOMO"، حيث أنهم لا يستطيعون الاستغناء عن هواتفهم الجوالة والإنترنت بغرض تفقد صفحاتهم الشخصية دائمًا، ما يجعلهم سجناء العالم الافتراضي.

وأوضحت إحدى الدراسات أن 25% من مستخدمي "فيس بوك" و"تويتر" يتحققون من صفحاتهم بمجرد استيقاظهم من النوم، كما أن 52% من المستخدمين فكروا في إلغاء صفحاتهم لقضاء عطلة بعيدا عن تلك المواقع، وتعد النسبة الأكبر للمستخدمين يقل عمرهم عن 30 سنة وهم الأكثر إصابة للفومو، وتعتبر المواقع الاجتماعية وسيلة لها أهمية بالغة في حياتهم ويعتمدون عليها كجزء من تطورهم الاجتماعي.

ـ تجارب فاشلة:

ويرى علماء النفس أن هذه الحالة تأتي بسبب التجارب الفاشلة التي يتعرض لها البعض ويفقدون أشخاص، لذلك يصابوا بالقلق الاجتماعي، والرغبة في البقاء على اتصال دائم بالمجتمع الافتراضي وما يفعله الآخرون على مواقع التواصل، وقد ينقلب هذا القلق إلى قلق قهري يجعل الشخص لا يفوت لحظة دون التواجد والتواصل الدائم عبر شبكات الانترنت.

والتوتر النفسي المصاحب لهذه العملية شعور سيء يرغب الناس بتجنبه، لذلك يحاول العديد منهم تجنب الشعور بالاستبعاد أو "الخوف من أن يفوتهم شيء" (FOMO)، فيقوم البعض بمضاعفة جهودهم وينتهي الأمر إلى عملية مستمرة من سلوك التفقد، أو باللغة الدارجة “التشييك” الدائم.

ـ إدمان:

ويقول رئيس فريق البحث والمختص في علم النفس أندي برزيبيلسكي، الخوف من فقدان شيء ليس بالأمر الجديد، لكن انتشار المواقع الاجتماعية يمنح فرصة قل نظيرها للتعرف على الحياة التي يعيشها الآخرون، والمشكلة بالنسبة للأشخاص ذوي المستوى المرتفع من "فومو" هو إمكانية أن يصبحوا شديدي الإدمان على رؤية ما يقوم به أصدقاؤهم، وما لا يقومون به، وهو ما يجعلهم أحيانا يتجاهلون الأمور التي في إمكانها أن تجعلهم يستمتعون بوقتهم.

ـ عوارض صحية:

تتسبب متلازمة الفومو في إصابة الأشخاص بمجموعة من العوارض الصحية، ويأتي على رأسها إجهاد العين، والصداع، وضمور عضلات العين وجفافها وضعف النظر، إضافة إلى مشاكل الظهر الناتجة عن قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة، ويؤكد أطباء العيون أن جفاف العيون وخشونتها.

ـ نصائح:

وقال أستاذ الطب النفسي بكلية طب القصر العيني الدكتور سعيد عبد العظيم، إنه يجب على مستخدمي تلك المواقع بشكل مرضي سؤال أنفسهم عده أسئلة خلال تواجدهم على الانترنت، وهم: ماذا افعل؟ ولماذا؟ وما هو الأهم؟، ويضيف أن تلك الأسئلة سيخزنها العقل وسيقوم بتذكير الشخص عند استخدامه تلك المواقع لمساعدته في الإقلاع والتخفيف من استخدام السوشيال ميديا التي تضيع وقته دون جدوى.

وأضاف لـ"هن"، أن الاندماج بالحياة الاجتماعية الحقيقية على أرض الواقع والتقرب من أفراد الأسرة من أهم الدوافع التي تساعد مصاب "الفومو" بالتعافي منه، كما أن الاعتراف بما يعانيه قد يدفع الآخرين لمساعدته خاصة إذا كان هناك آخرون يعانون من نفس مشكلته ويقومون بتشجيع بعضهم إلى استغلال أوقاتهم في أشياء مفيدة أخرى، ولابد من أن يكون الشخص محفزا لنفسه ومشجعًا لها ويثق بنفسه وأنه قادر عن فعل هذا الشيء.