"أنا أبويا كان عامل، وأمي كانت عاملة، ماتوا هما الإتنين في مظاهرة العُمال اللي نظمها الحزب الشيوعي".. تعريفا لشخصية "الدادة أم عطيات"، التي تعمل خادمة في بيت اشتراكي يمارس حريته الفكرية والسياسية تحت شعار "خلقنا لنعترض"، حسبما قال مكسيم جوركي، دور صغير جسدته الفنانة زينب علي وهبي، التي درست بالمعهد العالي للفنون المسرحية، في فيلم "السفارة في العمارة"، وهي واحدة من الشخصيات التي علقت في أذهان الجمهور.

"هن" التقى الفنانة زينب وهبي في حوار خاص، فتحت فيه قلبها، وكشفت فيه عن سر غيابها عن الساحة الفنية منذ فترة، كما تحدثت عن أهم الأدوار التي أدتها، وإلى نص الحوار..

- بداية، لماذا الغياب عن الساحة الفنية؟.

لم أتغيب عن الفن، الموضوع "عرض وطلب"، إضافة إلى اضطراري السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية 4 أشهر في كل عام للبقاء بجوار ابني، باستثناء هذا فأنا مقيمة في مصر، وأعمل في المسرح، وقدمت مؤخرا مسرحية "بياض النيل" من إنتاج المسرح القومي للطفل، وإخراج وائل إبراهيم، ومسرحية "الأم شجاعة" مع الفنانة رغدة، وجسدت فيه دور الأم العطاءة التي فقدت أولادها بسبب الصراع البشري.

- ولماذا المسرح فقط؟.

لا أتلقى عروضا في السينما والتليفزيون، و"الركود" قانون حياة يسري على الجميع، سواء في الفن أو الصحافة أو حتى البيع والشراء، لكن الأمر لا يمنع وجود فئة محظوظة في كل مجال، وأنا لا أستطيع القول إنهم "طردوني"، ولا أؤمن بهذا الكلام، وحاليا أنا بانتظار أعمال "حرّاقة" في السينما.

- هل أثرت إقامتك في الخارج على ظهورك الفني؟

بالفعل، التوقيت يلعب دورًا معي، حتى الأعمال التي يذكرها الجمهور لي، قدمتها في توقيت مناسب ولذلك ظهرت بشكل سليم، كان أشهرها دور "الدادة أم عطيات" الذي لعبته في فيلم "السفارة في العمارة" بترشيح من الفنان عادل إمام شخصيًا، والتوقيت ذاته جعلني أعتذر عن عملين، فالتوقيت حظ بالنسبة لي.

- ومتى اتجهتِ إلى الكوميديا؟

جسدت عدة أراها علقت في أذهان الجمهور، ويذكّرني بها دائما، بينها دوري في "اغتيال مدرسة، الرايا الحمرا، سوبر ماركت، وملك اليانصيب"، واتجهت إلى الكوميديا بعد وفاة زوجي المخرج حمادة عبدالوهاب، ووجدت نفسي في أدوار الكوميديا وبشكل خاص الجدية، والناس ارتبطت بصورتي في تلك الأدوار، بما وجدوه من تلقائية في التجسيد.

- هل هناك دور تمنيتِ تجسيده مؤخرا؟.

هناك أدوار كثيرة لفتت نظري، آخرها الدور الذي جسدته "عارفة عبدالرسول" في مسلسل "لا تطفئ الشمس"، ودور "الساحرة روايح" للبنى ونس، التي جسدت دور الأم الثانية لـ"الطبيب سعد" في مسلسل "كفر دلهاب".

- متى شعرتِ بأنك محظوظة بها؟

أفضل الأدوار الاجتماعية والكوميدية، والأدوار السلبية الصعبة، مثل دور "حريصة" في "يوميات ونيس" بأجزائه المختلفة، مع الفنان محمد صبحي، وكنت محظوظة في ذلك، وهذا لا يعني رفضي للأدوار الدرامية.

- هل رأيتِ إهمال في عرض الأدوار عليكِ؟

لا ألوم أحدا، ولا نفسي، وأنا راضية عما وصلت إليه، ولديّ إمكانيات فنية لم تستغل بعد.

- وكيف تعيشين حياتك؟

طقوسي واحدة داخل وخارج مصر، أحب الرياضة بأنواعها، وأزور الجيم، وأقضي وقتي في الأماكن الطبيعية، وأشاهد أفلام بكثرة، ومؤخرا أعجبني فيلم "مولانا"، وأتواصل دائما مع أصدقائي من الوسط الفني، مثل ألفت إمام، عزة لبيب، حنان سليمان، ونرمين كمال.