يحلم كل طفل في العالم بشراء المزيد من الألعاب، والتنزه في الحدائق الخضراء برفقة أسرته، وينهي واجباته المدرسية ثم ينام في سريره آمنا مطمئنًا، إلا أن الوضع مختلف تماماً بالنسبة لأطفال غزة الأبرياء، الذين جردهم الاحتلال الإسرائيلي من براءتهم، فباتوا يحلمون بأقل ما يستحقونه، وهو ألا يموتون تحت الأنقاض، وألا تُقصف منازلهم.

أحلام عفوية بسيطة تتمناها طفلة فلسطينية لم يتعد عمرها 10 سنوات، إذ ظهرت وهي تجلس على أنقاض بيتها، الذي دمرته طائرات الاحتلال الإسرائيلي دون وجه حق، وبدت ثيابها رثة، وملامحها يكسوها الحزن والعجز، فهي مجرد طفلة لا سبيل لها لوقف الإبادة وجرائم العدوان الإسرائيلي.

أحلام أطفال غزة الأبرياء

وثق مقطع فيديو نقله التيلفزيون الفلسطيني، طفلة غزاوية يسألها المذيع عن أحلامها وشعورها عندما تسمع أصوات القصف والصواريخ، لتبدأ الصغيرة في سرد أفكارها ومشاعرها المؤلمة الممزوجة بالخوف والرعب: «نفسي يكون أمي وأبي وإخواتي وعائلتي كلها بخير وما تموت، ويضلوا ساندني ومعي طول العمر، وأنا كتير بخاف من أصوات الصواريخ وكل الأطفال كمان بتخاف كتير».

وتابعت الطفلة الفلسطينية سرد أمنياتها بحزن، التي هي أبسط حقوقها في الحياة، «بتمنى الحرب تخلص، ويبعد عنا اليهود، بيكفي اللي صار فينا واللي استشهد مننا، وهلأ أنا موجودة في بيتنا زي ما أنتوا شايفين، كنت تحت الدار، وأمي بتكلم من فوق جارتنا، ورموا برميل علينا البيت كله اتدمر».

أطفال غزة تحت الحصار

كما كشفت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، خلال مؤتمر صحفي سابق، أن هناك ما يقرب من 39 طفلا رضيعا مهددا بالموت في أي لحظة في العناية المركزة بمجمع الشفاء الطبي، نتيجة قطع الأكسجين عن كل الأجهزة، مشيرة إلى أن 20 مستشفى من أصل 35 لم تعد تعمل بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي المستمرة، وعدم توافر نسبة كافية من الوقود، بالإضافة إلى أن تعرض مستشفى النصر للقصف أيضا، أدى إلى تدمير قسم الحضانة واستهداف الطاقة الشمسية ما أدى لانقطاع الكهرباء والماء، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.