تحمل حقيبتها من منزلها الصغير في محافظة أسيوط، قبل أن تستقل مع الدها القطار، وما أن تصل أمام الرقعة الصغيرة وأمام منافسيها من مختلف الجنسيات حتى تستحضر تركيزا كبيرا يسبق تحريك أناملها الرقيقة لقطع الشطرنج، فتقوم بتحريك قطعة تلو الأخرى قبل أن يتم إعلان فوزها للمرة الثانية على التوالي بطلة أفريقيا.

جوي روماني لاحظ والدها اهتمامها بالشطرنج منذ نعومة أظافرها وهي بعمر العامين والنصف، ليقرر اصطحابها إلى بداية طريق الشطرنج للاحتراف بعد أن وفر لها مدربا لتدريبها لتقتنص البطولات واحدة بعد الأخرى، حتى حصلت على مركز ثامن على مستوى العالم وتوجت ببطولة أفريقيا للشباب تحت 18 عاما للعام الثاني على التوالي وحصلت على لقب أصغر أستاذة دولية في مصر والوطن العربي وأفريقيا بعمر 13 سنة.

لم يكن الطريق مفروشا بالورود بل تخلله الكثير من الجهد والتعب والتخلي عن العديد من مظاهر الرفاهية التي تنعم بها بنات جيلها في تنزه للمكوث بالتدريب ساعات طويلة، وفق حديثها لـ«الوطن»: «التدريب يخليني معرفش أخرج مع صاحبي لمن علشان تتوصل لحاجة لازم تقدم تضحيات كثير».

10 ساعات يوميا من التدريب لاكتساب المهارات الجديدة استعداد للبطولة قبل بدايتها بشهر بحسب حديث «جوي» لـ«الوطن»، يقوم خلال المدرب بإعدادها فنيا ونفسيا حتى تكون على أتم الاستعداد أمام أي مفاجأة بالبطولة: «المدرب بتداع يساعدني أني أستعد نفسيا علشان لو حصل إي حاجة مفاجأة في وقت البطولة أكون مستعدة نفسيا واعرف أتعامل ومقلقش، وأثناء البطولة بقي كنت كل يوم بحضر نفسي فني ونفسي كنت أني بسيب كل التوتر وبعقد أشجع نفسي وفني كنت براجع الـopening بتاعي وبحل حاجات بسيطة قبل الدور الحمد لله كان في توفيق كتير من عند ربنا وكانت كل جولة موفقة».

صعوبات واجهتها «جوي» خلال البطولة بعدما لم توفق بالتفوق بجولتين غير أنها لم تصب بالإحباط بفضل إيمانها بقدرتها وتشجيع والدها لها الذي اصطحبها بكل خطواتها خلال البطولة: «جوليتين واحدة خسرت ورغم أنه كان معايا تفوق كبير ولكن مفيش نصيب والتانية اتعدلت».

توجت ابنة الصعيد «جوي» بطلة أفريقيا للشباب تحت عمر الـ18 عاما معلنة تفوقها على مختلف الجنسيات الأخرى المشاركة بالمسابقة: «كان أصعب ماتش عندي في البطولة بعد مكسبة الماتش نزلت عيطت من كثر السعادة اني كسبت ماتش مهما زي كده والحمد لله قدرت أني أكسب كل الماتشات الباقية واعدت مركزا أولا طبعا شعور ميتوصفش أن تعب 8 أيام بتكرم عليه النهاردة شعور بفرح وسعادة ويخليك تتشجع أنك تتعب أكتر وأكتر والحمدالله كله بفضل ربنا وبفضل بابا وماما واختي وكل أسرتي اللي كانت بتدعمني شكرا ليهم كلهم».