العديد من الأمهات تستخدم التيلفزيون، كطريقة سريعة لإلهاء أطفالهن، حتى يتمكن من إنهاء الأعمال المنزلية بشكل أسرع، لكنهن لا يدركن مدى الخطورة التي يمكن أن يسببها ذلك على المدى البعيد من أمراض نفسية وعقلية، لذا توضح «هن» خلال الفقرات التالية أبرز الآثار السلبية على الطفل الذي يشاهد الأفلام الكروتونية بشكل مستمر.  

هل مشاهدة أفلام الكرتون تشكل خطرا على صحة الأطفال؟

أوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، من خلال تحليل معلوماتي أجراه حول الأفلام الكرتونية، وما يمكن أن تفعله مشاهدتها لفترة طويلة على السلوك الاجتماعي للأطفال، أنه على الرغم من أنها قد تكون مسلية في بعض الأحيان، إلا أنها تمتلك بعض الجوانب السلبية، فمع التطور النكنولوجي، يوجد الكثير من مشاهد العنف، أو الأفكار الغربية التي يروج لها، وتكون مخالفة للعادات والتقاليد الخاصة بنا، فضلا عن أنه من الضروري للأم أن تتابع المحتوى الذي يتعرض له أبناءها حتى لا ينتج عنه أي تأثير سلبي، وتختار ما هو مناسبا لسنهم.

وأكد مركز المعلومات، أن مشاهدة الرسوم المتحركة، تؤثر في شخصية الطفل بشكل كبير، سواء على المستوى النفسي أو المعرفي، مشيرا إلى أن الدراسات كشفت عن أن 78% من الأطفال يعانون من آثار نفسية بعد مشاهدة الرسوم المتحركة، بينما يعاني البعض الآخر من آثار نفسية بسيطة، فضلا عن أن حوالي 70% من الأطفال يستخدموا لغة مختلفة عن لغتهم، فور الانتهاء من مشاهدة إحدى الرسوم المتحركة.

وأشارت الدراسات أيضا إلى أن 70% من الأطفال، يحدث تغيرا كبيرا في طريقة تعاملهم مع الأسرة، بعد متابابعة الأفلام الكرتونية.

خطورة الكارتون على الأطفال

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد عادل الحديدي، أستاذ الطب النفسي، رئيس وحدة علاج الإدمان بكلية الطب - جامعة المنصورة، إن الطفل يتعلم في مراحله الأولى عن طريق المشاهدة، كما أن الأطفال لديهم جانبا كبيرا من الخيال، وليس منطقي يفهموا به الأمور، وبالتالي فبإمكانه تقليد الحركات التي يشاهدها، مثل سبايدرمان، لذا  فإن الأم فور ملاحظتها أن ابنها بدأ يظهر لديه تغييرا في طريقة كلامه وسلوكه، عليها أن تبعده عن مشاهدة الرسوم المتحركة.

وأضاف «الحديدي» في حديثه مع «هن»، أن الكرتون، يحتوي على العديد من الأفكار المختلفة عن المجتمعات العربية، وبالتالي فإن الأمهات يمكن أن يشعرن بالقلق، عندما يجدن أطفالهن أصبحن أكثر عزلة، ورغبة في تجنب التعامل مع الآخرين من الأصدقاء أو العائلة، وتظهر عليهم العديد من علامات الاكتئاب، لذا فمن الضروري التعرف على كل ما يشاهده بشكل مستمر وسؤاله عن ذلك، موضحا أن الطفل يجب أن يكون لديه جدول يومي متنوع، ما بين الخروج، ممارسة الألعاب الحركية المختلفة أو الرياضة، لتحسن من حالته النفسية، وتساعده على التعامل مع الآخرين بسهولة.