رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

شنط وتابلوهات ونوت بوك.. أنامل «ولاء» في فن ديكوباج تسرق الأنظار: بتكلم مع الخشب

كتب: آية المليجى -

02:29 م | الجمعة 09 يونيو 2023

شنطة ديكوباج

يدور من حولها صوت فيروز الدافئ يغلفها بحالة من الهدوء والسكينة بينما تجلس كعادتها في ركنها الهادئ بالمنزل، تجوب بخيالها أفكارها الحرة وتمسك بين يديها القطعة الخشبية تُحدثها بما يدور وترغب في تحقيقه، وكأن للخشب آذان يسمع خواطرها ويمنحها مساحة من الإبداع للخروج بتصميمات تخطف أنظار زبائنها، من محبي أعمال الديكوباج الفنية، ويظل حلم ولاء حسن، مصممة الديكوباج الأربعينية، في تأسيس جاليري يحمل اسم «مودة» يراودها للمزيد من الفرص في عرض أعمالها الفنية وتعليم أكبر قدر من السيدات والفتيات فن الديكوباج. 

حب المشغولات اليدوية هواية تميزت بها «ولاء» منذ الطفولة، فهي وسيلة الترفيه المفضلة خلال فترة الإجازة الصيفية، تعلمت فنونها المختلفة من والدتها وسيدات العائلة، اللائي غزلن بأناملهن مشغولات خطفت قلب الصغيرة التي أبدعت في تطريز الحقائب بالخرز وتصميم الإكسسوارات الأنيقة «بقيت أحب أعمل أي حاجة بالإيد» بحسب وصفها لـ«هن». 

ولاء تربت على حب المشغولات اليدوية الغريبة

كبرت الطفلة ولم تنس حبها للأعمال اليدوية التي أبرزت موهبتها كلما تقدم عمرها، لتبقى هوايتها المفضلة تبدع في فنونها المختلفة حتى بعد زواجها، وإنجابها لاثنين من الأبناء، ورغم اهتمام الأم الأربعينينة بأسرتها لكنها لم تتخل عن هوايتها: «مقررتش في يوم أتنازل عن حبي للهاند ميد»، فمن وقت لآخر لفتت «ولاء» أنظار أصدقائها بما أنتجته بأنامها الفنية من قطع اتسمت بالغرابة والتميز «كنت بعمل اكسسوارات من الدبابيس.. القطعة عندي لازم تكون مميزة».

ومن الهواية إلى الفرصة التي منحت «ولاء» التميز في فن الديكوباج بتصميمات وصفتها بـ«الغريبة والمثيرة للجدل»، البداية جاءت وقت جائحة كورونا، التي فرضت على الجميع المكوث في المنزل، وقتها قررت السيدة الأربعينية تعلم فن جديد، ووقع الاختيار على الديكوباج، تلقت إحدى الورش التعليمية، لكن لا فائدة مما حصلت عليه، أصيبت بالإحباط وقررت التوقف في الطريق الذي استبشرت به خيرًا. 

الديكوباج يفتح باب التصميمات الغريبة أمام «ولاء»

شراء «ولاء» للمزيد من القطع الخشبية وتراكمه أمام أعينها، كان بمثابة الإشارة التي فتحت أمامها الطريق مرة أخرى، وللمرة الثانية دفعت الفنانة الأربعينية الباب نحو الهواية الجديدة، وعلى مدار سنة كاملة، أغلقت «ولاء» الحياة على نفسها، وظلت في محاولات مستمرة تارة تصيب وتارة تخطئ، وزادت من معرفتها بدراسة المزيد من العلوم المتعلقة بالفن مثل الألوان والأحجار الكريمة وعلم الطاقة وغيرهما. 

وبعد رحلة ممزوجة من الفن والهواية خرجت «ولاء» بأولى منتجاتها في فن الديكوباج: «كنت عاوزة أظهر بشكل مختلف وجذاب»، هكذا تحدثت المصممة الأربعينية عن الحقائب التي صممتها بطريقة مميزة، جمعته بينها وبين مواد أدخلتها، مثل البولستر والنحاس وعجيبنة السيراميك والجلود، على هذا الفن الذي يرجع أصله إلى الصين، بحسب «ولاء». 

حقائب ونوت بوك وألبومات صور.. تصميمات «ولاء» في الديكوباج

ومن الحقائب المميزة بأشكال غير تقليدية إلى ألبومات الصور و«نوت بوك» وغيرهما من تصميمات الديكوباج  المختلفة حسب أذواق الزبائن، التي تميل إلى الغرابة «الزبون عاوز مختلفى ومحصلتش»، ويدور الكثير منها إلى التصميمات المستوحاة من الرموز الفرعونية والفن الإسلامي، بحسب «ولاء» التي تحدثت عن سر جلوسها مع القطع الخشبية قبل أن تبدأ في تشكيلها «بمسك قطعة الخشب وبكلمها كإنها سمعاني بقولها عاوزة أسعد فلان.. وببدأ أتخيل شكل التصميم». 

من أسبوع لأشهر هكذا تختلف مدة تصميم «ولاء» لأعمالها الفنية التي لم تقتصر عند الزبائن فقط، فهي أيضًا تحتفظ بأعمال فنية أحبتها وشاركت بها في معارض مختلفة، إذ تحدثت عن التابلوه المميز الذي شاركت به في المركز الثقافي الروسي، وجاء تصميمه من وحي الفنون الإسلامية وحاز على إعجاب المشاركين «كل واحد فهمه بطريقته».

حب «ولاء» لفن الديكوباج قررت نقله إلى العديد من السيدات بعدما قررت إعطاء دروسه في فنونه ضمن المبادرات الفنية: «عملت أكتر من مبادرة لتعليم السيدات وكمان في دار الأيتام»، لتظل المصممة الأربعينية تحلم بالمزيد من مساحات الإبداع والخيال «نفسي أعمل جاليري كبير اسمه مودة.. أعرض فيه شغلي أنا ومحبي الديكوباج».