تلجأ بعض السيدات إلى تفتيش الهاتف المحمول الخاص بزوجها، في حال شعورها بوجود تغيير في سلوكه، لمعرفة ما إذا كان هناك شخص آخر في حياته وتسبب في هذا التغيير أم لا، وما وراء ذلك التغيير، لذلك تتسائل الكثيرات حول حكم الدين في تجسس الزوجة على هاتف زوجها، وهل يوجد كفارة أم لا؟.

ومن خلال ذلك التقرير يقدم «هُن» حكم الدين في تجسس الزوجة على هاتف زوجها، وهل يوجد كفارة أم لا، حسبما قال الشيخ خالد عمران أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.

«الإفتاء» توضح حكم تجسس الزوجة على هاتف زوجها 

وقال الشيح خالد عمران، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، «أنعم الله تعالى على عباده بنعمة الزواج، وذكَّرَهُم بها في معرض الامتنان؛ فقال تعالى، ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21]، وعظَّم سبحانه من الزواج واصفًا إياه بالميثاق الغليظ؛ فقال جلَّ وعَلَا: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 21]، وأمر بأن تكون العشرة فيه بالمعروف؛ فقال عزَّ وجَلَّ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]، مما يقتضي مبادلة الثقة وحسن الظن؛ فهذا هو معني السكن والمودة والرحمة بين الزوجين، ولا تسير تلك العلاقة على نسقٍ صحيحٍ إلا بتخلُّق كِلَا الزوجين بالسماحة والثقة المتبادلة والتغاضى عن الهفوات».

وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حول سؤال جواز تفتيش الزوجة لموبايل زوجها، أنّه لا ينبغي ولا يجوز للزوجة التجسس على زوجها، ويجب دعم الثقة وتعزيزها بينهما، مؤكدًا أنه يجب الاحتفاظ بالخصوصية لكلا منهما ويمكن للزوج أن يضع كلمة سر على هاتفه.

الشيخ خالد عمران: القرآن قال ولا تجسسوا

وتابع عمران قائلًا، «القرآن قال ولا تجسسوا، فليس من الأخلاق أن افتح تليفون زوجي، وانظر فيه لأنه تجسس، وتلك قضية خطيرة مسألة أن الزوجة تشك في زوجها، ونظل نفتش في حاجات بعض، وهذا ليس استقرارا و يجلب الدمار والخراب للأسرة، ورجاء لكل زوجة وزوج تذكروا قول الله تعالي ولا تجسسوا، لأن الثقة بين الزوجين هي أساس الحياة الزوجية الكريمة».

وفى هذا الصدد، أشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إلى الحديث النبوي الشريف الذي نهى عن التجسس، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا كونوا عباد الله إخوانا»، ومن النهي الثابت في القرآن الكريم والسنة المتطهرة عن التجسس يعلم أن التجسس حرام شرعا.