كتب: سمر صالح -
03:31 م | الأحد 19 فبراير 2023
لطالما أحبت «أماني غريب» أرض الفيروز، وباتت تحكي عن انبهارها بالتراث السيناوي، اتجهت نحو إحياء ذلك التراث الذي تتميز به سيناء دون غيرها، انخرطت وسط المجتمع النسائي في مدينتها العريش، تعلمهن الحرف اليدوية بمهارة وحرفة حتى برعن في تنفيذ الملابس والمنسوجات ووصل صدى منتجاتهن إلى محافظات مصر وخارج حدود الوطن وأصبحن سيدات منتجات ينفعن أسرهن وأنفسهن أولا.
القصة بدأت قبل 13 عاما وتحديدا في عام 2010 حين قضت السيول التي حدثت في هذا العام على مشاريع تنموية صغيرة كانت مورد الرزق الوحيد لعشرات السيدات المعيلات في سيناء، كمشاريع لتربية المواشي والدواجن، كانت «أماني» قد نفذتها لهن من خلال جمعية الفيروز التنموية التي تترأسها، لمساعدتهن على توفير مصدر دخل وتحسين أوضاعهن المعيشية ومن هنا اتجهت لتعلمهن حرفة تدوم معهن.
«بعد موت المواشي والأغنام والدواجن في السيول بدأت أعلم السيدات الخياطة والتطريز السيناوي، هو الأنسب لبيئتنا ومطلوب في المحيط بتاعنا»، وفق حديث «أماني» لـ«الوطن».
بداية المشروع التنموي الذي نفذته «أماني»، وسط المجتمع النسائي في مدينتها، بماكينات خياطة بسيطة ومستلزمات التطريز وأعداد قليلة من السيدات، وبمرور الأشهر والسنوات توسعت في مشروعها وزاد عدد المتدربات وأسست مقرا ثابتا للمشروع، بحسب روايتها.
بعد مرور عشر سنوات على مشروعها، أصبح لـ«أماني» ومشروعها خط إنتاج كامل للملابس والمنسوجات وامتد ذراعه إلى خارج سيناء وصولا إلى محافظتي البحيرة والقليوبية، «سنة 2020 أصبح لينا خط إنتاج في السوق ولينا فرع في القليوبية والبحيرة بندرب السيدات على الخياطة والتطريز»، ولمزيد من الحرفية أنشأت وحدات تعقيم وتغليف وتعبئة، تقول السيدة السيناوية بفرحة شديدة عن مشروعها الذي تراقب مراحل نموه باهتمام كما لو كان طفلها الصغير.
باتت منتجات المشغل مطلوبة في بعض الدول العربية كالسعودية، واهتمت «أماني» بتكثيف تدريبات السيدات حتى يصدرن منتجات تليق بصورة مصر وأرض سيناء، وبحسب وصفها: «السيدات بيقدروا يفصلوا ويطرزوا أي حاجة مش بس الزي السيناوي» كأزياء الشركات والشنط والملابس بكافة أنواعها.
لم تغفل السيدة السيناوية التي تترأس جمعية الفيروز، ذوي الاحتياجات الخاصة من تدريبات الخياطة والتطريز، لخلق فرص عمل لهم ودعمهم، كان آخرها تأهيل ضعاف السمع في مدينة العريش لتحسين أوضاعهم المعيشية.