داخل كلية طب الأسنان، بجامعة الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، كان اللقاء الأول، شهدت أروقته قصة الحب التي جمعت بين الطبيبين، بجانب العلم والفن أيضا إذ قرب شغفهما حبهما للموسيقى لبعضهما، حتى نشأت علاقة صداقة بين الفنان والطبيب فؤاد خليل وزميلته عفاف يحيى، تطورت للزواج السعيد، متحديين فارق السن الذي كان بينهما.

قصة تعارف وزواج الفنان فؤاد خليل وعفاف يحيى، ربما كانت كمشهد سينمائي، حينما لفتت نظره للمرة الأولى أثناء تمارين الكورال في الجامعة، الذي كان يخرجه، ليقع في حبها، إذ أربكته عيونها، وقرر التقرب منها لطلبها للزواج الذي قُبل بالرفض عدة مرات لفارق السن الذي كان بينهما.

«أنا كنت في كورال حفلة الكلية وفؤاد خليل كان مخرج الحفلة لأنه كان ماسك النشاط الفني في الجامعة وعرفته وقت تمارين الكورال»، عبارة بدأت بها طبيبة الأسنان عفاف يحيى، سرد قصة تعارفها وزواجها من الفنان الراحل الذي يتزامن اليوم 1 نوفمبر ذكرى ميلاده، خلال حديثها لـ«الوطن» لتعود بذاكرتها وتُفتش في حكايات تعود لسنوات عدة لكنها لا تزال تتذكرها كأنها تحدث للتو: «نشأت زمالة وتطورت حد الصداقة بيني وبينه أثناء حضوره التمارين، كان بيضحك ويهزر طول الوقت».

حاول الطبيب الفنان فؤاد خليل، لفت نظر محبوبته إليه من خلال مزحه مع رئيس فرقة الكورال كونها كانت تتمتع بصوتٍ هادئ: «قاله دي بتحرك شفايفها بس، هي مبتطلعش صوت»، ربما كان ذلك الملجأ الذي حاول منه خلاله التقرب لها، حتى نجح في مخططته، ليقرر بعد فترة من التعارف عرض الزواج عليها: «لما فاتحني قلتله أفكر، ولقيت فرق السن كبير بينا، هو كان لسه مخلصش الكلية بسبب حبه للتمثيل ورغبته في الالتحاق بمعهد التمثيل، كان بيقدم ويروح يمتحن، اعتذرت ليه وقتها، كان عنده روح الإصرار وفضل يكرر طلبه وأنا أرفض».

الحُب ينتصر رغم فارق السن

ربما كتب القدر نهاية سعيدة للمشهد السينمائي، لتتبدل الأحوال وتقرر «عفاف» قبول عرض فؤاد خليل، لطلب الزواج، حينما تحركت مشاعرها تجاهه: «يوم عرض الحفل، تفاجئت بسفره لوالده لإجراء عملية جراحية في العين، وبعد عودته سألته عن حالته الصحية ومن هنا كانت البداية، فضل يُلح في طلب الزواج وانتهى بالارتباط والزواج السعيد، وأنجبنا أحمد ومنة الله».

نهاية الرحلة بالمرض والوفاة

اشتد المرض على فؤاد خليل لأكثر من 8 أعوام، وجد بجانبه رفيقة الدرب والحياة كانت تعينه على تلك الآلام التي تسللت إلى جسده، كانت زوجته اليد التي تحنو وعائلته تسانده في محنته حينما تمكن المرض: «آخر أسبوع كان متوقع إن يحصل وفاة، خاصة بعد إجراء عملية بتر في القدم، كان دائم التردد والاتصال به الزعيم عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ورجاء الجداوي وغيرهم من الفنانين».