تعشق العمل التطوعي المُغلف بروح الإنسانية، الذي قد يكلفها مصاريف باهظة وسفراً لدول أخرى لا تعرف عنها شيئاً سوى حبها لتقديم الرعاية الطبية لسكانها بحكم عملها كطبيبة أسنان، تسافر رانيا إيهاب يونس للعديد من الدول الأفريقية، خاصة القرى الفقيرة التي تفتقر لوجود طبيب أسنان.

تأخذ أدواتها وتتحمل تكاليف سفرها، ثم تنضم لإحدى الفرق الطبية من دولة كوريا، لتكون الطبيبة المصرية العربية والمسلمة الوحيدة في فريق رعاية المرضى، تمكث بالساعات داخل الجزر النائية للكشف على المحتاجين من مختلف الأعمار، ثم تعود لتجهز لسفرية أخرى.

حكاية السفر لـ5 دول أفريقية لعلاج المرضى

تحكي «رانيا»، أنها سافرت ما يقرب من 5 دول أفريقية لعلاج المرضى هناك، خاصة بعد أن علمت أن بعضهم لم يلقَ الخدمة الطبية لأسنانه طوال حياته بسبب الفقر الشديد وبُعد المستشفيات عنهم: «الفريق فيه أطباء من تخصصات مختلفة، لكن أنا كنت طبيبة الأسنان الوحيدة، وفيه ناس قالت لي إن عمرها ما زارت طبيب أسنان في حياتها».

كانت آخر سفرياتها إلى دولة تنزانيا في يوليو الماضي، لافتة إلى أن هذه السفرية كانت ذات طبيعة خاصة لأنها كانت داخل مركب يتحرك بين 4 جزر لتقديم الخدمة الطبية لها: «في غرفة عمليات مجهزة وأوضة أسنان عشان نقدر نساعد أكبر عدد من الناس على قد ما نقدر».

صعوبات ومعوقات ونجاح

استطاعت الكشف على 80 مريضاً من الجنسين خلال رحلتها: «كل مرة بسافر فيها بفرح بردود فعل الناس وكتير منهم بيستغرب إني جاية من مصر مع فريق كوري كله رجالة وأنا البنت الوحيدة والمحجبة معاهم»، مشيرة إلى أن ظروف المبيت هذه المرة كانت صعبة جداً، لكنها تغلبت على الأمر سريعاً لإتمام مهمتها بنجاح: «طبعاً العمل الإنساني مهم جدًا، وفي الحتة دي ما بيفرقش بين بلد وبلد، كلنا باختلاف دياناتنا وجنسياتنا رايحين نعمل نفس الحاجة، ده اللي كان جامعنا وإحنا حتى ما بنتكلمش نفس اللغة، ورغم كل ده قدرنا ننجح».