كتب: منة العشماوي -
07:45 ص | الإثنين 21 مارس 2022
تجلس على الأرض على أحد الأرصفة في محافظة الإسكندرية، تبيع الكمامات، تنظر إلى المارة بوجه بشوش، لا تطلب من أحد الشراء منها، تنتظر فقط من يرغب في ذلك، ورغم أنها تبلغ من العمر 70 عامًا إلا أنها مضطرة إلى ذلك.
«انتصار» التي توفي زوجها منذ أكثر من 35 عامًا، اعتادت على العمل لتربية أبنائها الثلاثة ولم تستطع أن تترك بيع البضائع الخفيفة حتى الآن رغم عدم قدرتها على المشي لأنه لا يوجد من يرعاها أو ينفق عليها: «انا اشتغلت حاجات كتير أوي عشان أربي أولادي.. بعت فراخ وخضار ولعب أطفال بس دلوقتي مبقيتش قادرة فببيع حاجات بسيطة».
«أنا جالي فيروس سي وادوني العلاج واتعالجت بس من ساعتها رجلي مش قادرة أمشي عليها».. بكل بساطة وبدون شكوى تحكي «انتصار» عن حالها وهي تتقاسم طعامها مع القطط في الشارع: «الناس اللي حواليا في المطاعم لما أقولهم جعانة بيدوني فأنا أكل لقمة والقطط لقمة، والحمدلله بشبع».
وأحيانا لا تستطيع «انتصار» الخروج من سكنها لبيع بضائعها سواء لشدة البرد أو لشعورها بالتعب: «بس لازم أكون عاملة حسابي وأبقى سايبة آكل في البيت غير كدة لازم أنزل عشان أصرف على نفسي»، حيث إن أبناءها تزوجوا وأصبح لديهم مسؤوليات كبيرة ما يجعلهم لا يستطيعون تحمل مصاريفها.
وتتمنى السيدة السبعينية أن يكون لديها معاش حتى تتمكن من الإنفاق على نفسها خاصة إذا وصلت لعمر لا تتمكن فيه من الخروج فيه لبيع بضائعها: «يا ريت يكون عندي معاش».