كتب: محمد أباظة -
02:12 ص | الثلاثاء 08 مارس 2022
سنوات طويلة قضتها كعاملة في مصنع خاص بمنتجات التمور، راضية بأجر بسيط تتقاضاه يمثل مصدر الدخل الوحيد والثابت للأسرة، تنفق منه على أبنائها الأربعة، وبالكاد توفر قوتها اليومي، خاصة وأن زوجها «أرزقي» في شوارع القاهرة، لا وظيفة أو حرفة له.
الحياة البسيطة التي تعيشها هناء أحمد عبد اللطيف، صاحبة الـ29 عاما لم يعكر صفوها الفقر أو ضيق الأحوال أو الأجر البسيط الذي تتقاضاه في عملها، بل كانت راضية بهذه الظروف طالما أبناؤها بخير، ويجمعهم سقف واحد، ويدبرون قوت يومهم، إلا أن القدر حمل لها ما لم يكن في حسبانها، وتغيرت حياتها بالكامل للأسوأ، وباتت بلا مصدر دخل، ولا تجد ما يكفي توفير الطعام لأبنائها.
تعرضت «هناء» إلى إصابة خلال عملها بمصنع التمور نتج عنه بتر 3 أصابع من يدها، وما يقرب من نصف كفها، لتتحول حياتها إلى الأصعب، حسبما ذكرت لـ«الوطن»، خاصة أن إدارة المصنع لم توفر مصدر دخل مناسب لها بعد إصابتها في العمل، ولم تعطها نصيبها من التأمين.
«إيه اللي يثبت إنك اتصابتي في المصنع»، رد تلقته «هناء» من أحد موظفي التأمينات بالفيوم حينما توجهت تطالب بحقها بعد 20 عاما من العمل في المصنع كانت تتقاضى فيهم 600 جنيه شهريًا، وطالبوها بأوراق تفيد إصابتها خلال العمل، إلا أن إدارة المصنع ترفض الاستماع لها، أو تعويضها عن الإصابة.
على الرغم من الأجر البسيط الذي كانت تتقاضاه الأم خلال عملها بمصنع التمور «600 جنيه شهريا»، إلا أنها لم تشك يوما، وعاشت حياتها راضية، وتحاول مع زوجها «الأرزقي» توفير متطلبات الأسرة، وأبنائهم الأربعة، خاصة أن جميعهم في مدارس ومراحل عمرية مختلفة، ومن بينهم فتاة مخطوبة وتستعد للزواج: «مش عارفة أجهز بنتي إزاي».
لا ترغب هناء سوى في مصدر للدخل أو تعويضها عن إصابتها خلال العمل، بدلا من مد يدها إلى الآخرين وطلب المساعدة والعون منهم: «مش عارفة هكمل حياتي إزاي وهصرف على عيالي منين».