كتب: روان مسعد -
11:58 ص | الجمعة 04 مارس 2022
تصدرت فتاة تدعى «نهلة» تريند محرك البحث «جوجل» ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد مرورها بضائقة نفسية، لتستغيث عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» بأقاربها وأصدقائها كي ينقذوها ويقفوا بجانبها، إلا أن ذلك لم يحدث، لتنهي الفتاة حياتها عبر كتابة وصيتها ونعيها لنفسها، طالبة من الجميع الدعاء لها.
اعتادت «نهلة» على طلب الدعاء من متابعيها، في كل مناسبة دينية أو غيرها، وبعد وفاتها، تحول حسابها إلى دفتر عزاء كبير، إذ كانت الفترة الزمنية ما بين استغاثتها وإقدامها على إنهاء حياتها حوالي 5 ساعات، ما أكسبها تعاطفا كبيرا، وفيما يلي جولة في حسابها الشخصي على «فيسبوك»، وآخر ما كتبه قبل رحيلها.
كانت «نهلة» تتمتع بشعبية واسعة بين رواد السوشيال ميديا، واعتادوا على متابعة منشوراتها أولًا بأول، وقبل منشورات الاستغاثة الأخيرة، شاركت الفتاة مع أصدقائها دعاء ليلة الإسراء والمعراج، للشيخ مصطفى حسني.
كما شاركت دعاءً مكتوبًا في اللية المباركة، قائلة: « تبدأ ليلة الإسراء والمعراج من مغرب يوم الأحد 27 فبراير حتى فجر الاثنين 28 فبراير، وهي ليلة غُسلت فيها أحزان الحبيب بعد عام الحزن، اللهم كما جعلتها ليلة دخول الفرح والسرورعلى قلبه الشريف بعد أن طال حزنه، اجعلها ليلة فرح وسرور على أُمته، وأجعلها نهاية لكل حزن وألم يسكُن قلوبنا، وبداية لجبر خواطرنا».
وبعد عدة أيام من نشرها للدعاء، دونت «نهلة» منشورًا آخر، عبرت فيه عن ضيقها من الحياة وأنها لا تستطيع العيش فيها أكثر من ذلك، قائلة: «كل الناس القريبين مني، هتوحشوني أوي، في اللحظة دي هكون زهقت من كل حاجه في الدنيا اللي مكنش ليا حظ فيها أبدا، بس خلاص بقا، قررت أسيبها وأمشي وربنا يسامحني، ادعولي ادعولي كتير، هتوحشوني أوي».
وأشارت «نهلة» في منشوراتها الأخيرة إلى مرورها بضائقة نفسية، إذ قالت: «ياريت أي حد يعملي أي حاجة حلوة ف التاريخ المميز دة عشان كدة كتير»، وقالت في منشور آخر، «يارب كل اللي جاي من عمري يكون فرح لقلبي»، وقالت أيضا، «اللهم لا تجعلني أطرق بابًا ليس لي، ولا تجعلني أحاول فتح قُفلًا لا أملك له مُفتاح، ولا تسمح لحُبًا ناقصًا أن يدخُل قلبي، ولا تُعلق روحي بما ليس لها، وأرضني بأجمل مما أتمنى وأُريد، وارزقني بأمانٍ وسلام من عندك ليس لهُ حد، ولا تجعلني بحاجة أحد سواك يا رحمٰن يا رحيم».
وآخر ما قالته الفتاة قبل إنهاء حياتها، هو: «أشوفكم بخير وافتكروني، محدش يزعل إني سبتكم ومشيت»، وهو المنشور الذي تحول إلى دفتر عزاء كبير وتلقت عليه الكثير من الدعوات بالرحمة والمغفرة.
