على الرغم من أن السفر أحد وسائل علاج نوبات الاكتئاب، إلا أنه يسبب مشكلات نفسية للعديد من الأشخاص، إذ يواجه البعض اضطرابات وحزن، والرغبة الشديدة في العزلة، خاصًة عند انتهاء رحلات السفر.

لاحظت إحدى السيدات، تدعى ريم محمود، مشكلة عقب عودتها من رحلات السفر، إذ قالت صاحبة الـ26 عامًا لـ «هن»: «عندي مشكلة كبيرة جدًا، دايمًا برجع من كل سفرية عندي اكتئاب، حتى حاولت أعالج الموضوع بإني أطول مدة السفر، وأغير الأماكن، وبرجع بردو مضايقة جدًا».

أحمد: قررت مسافرش تاني

وأضافت الفتاة أنها تصاحبها تلك المشاعر السلبية، في الأيام الأخيرة من انتهاء مدة السفر، وهو ما حدث أيضًا مع الشاب أحمد عبد العاطي الذي يبلغ من العمر 23عامًا، وهو ما جعله يتخذ قرار التوقف عن السفر بشكل نهائي، حتى لا يتعرض لتلك الأزمات النفسية. 

قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن اكتئاب ما بعد السفر، يصاب به 57% من المسافرين البريطانيين، وهو أحد اضطرابات المزاج يصاب به الأشخاص غالبًا بعد العودة من الإجازة، وتصاحبهم مشاعر الضيق، والضجر وعدم سهولة التكيف مع الحياة الأصلية.

وتابع «هندي» أنه يصاب به الطلبة أو الموظفون الجدد، وتزيد حدته كلما زادت مدة الإجازة، «يرجع الشغل، يقول ياه كنت بصحى براحتي، مش خاضع لنظم ولوايح»، بالإضافة إلى مقارنة الروتين اليومي بالأنشطة المسبقة التي قام بها.

هندي: الاكتئاب يزداد عمقا كلما طالت مدة السفر

ولفت استشاري الصحة النفسية إلى أن الاكتئاب يزداد عمقًا كلما طالت مدة السفر، أو في حالة إصابة الانسان باضطراب الرحلات الجوية الطويلة «ركب طيارة على ارتفاع عالي وقت طويل»، إذ يحدث له تغيرات وتقلبات في الساعة البيولجية، ما يعمق من سيطرة المشاعر السلبية، أما عن أعراضه تتمثل فيما يلي:

- مشكلات في النوم.

- خمول. 

- قلق.

- نفاذ صبر.

- فقدان للشهية.

- نقص للحافز «فقدان الرغبة تجاه الأشياء».

- عدم التفاعل مع الناس.

وأشار «وليد» إلى أنه قد تتجاوز مدة الاكتئاب 15 يوم، «بيقعد مع شخص 3 أيام، أو 5»، حسب سرعة التكيف مع البيئة الأصيلة، لذلك ينصح بمشاركة تفاصيل الرحلة بعد انتهائها مع الأصدقاء، والمقربين: «يحكي عن الرحلة ويشير الفيديوهات، والصور، يفرح باللايكات وتعليقات الناس»، مع محاولة السفر مرة أخرى لو رحلة بسيطة، مع الحرص على ممارسة المهارات التي يمكن تعلمها من السفر.