كتب: غادة شعبان -
11:17 ص | الجمعة 21 يناير 2022
داخل أروقة محاكم الأسرة ينظر القضاة عشرات المشكلات التي تحدث بين الأزواج وبعضهم البعض، والتي تكون أغلبها نتيجة لعدم قدرتهم على التفاهم ما يتسبب في نشوب الخلافات التي قد تؤدي في نهاية المطاف للعنف الجسدي واللفظي وما يترب عليه من دعاوى خلع وطلاق.
وكانت توجهت سيدة بسؤال لدار الإفتاء المصرية، تطلب فيه حكم الشرع والدين في تصرفات زوجها الذي دائم يحدثها عن حقوق الزوج على زوجته، ويستخدمها في جعل الخطأ لا يصدر إلا منها ويحاول إقناعها بإنها مقصرة في حقوقه، ما يجعلها تعيش في ضغوط نفسية كثيرة، وتطلب كيف تتصرف وتفعل لإرضائه، إذ تقول: «زوجي بيقنعني إني مقصرة في حقه طول الوقت، ومش عارفة أرضيه إزاي».
ومن جانبه ردت دار الإفتاء، عبر بوابتها الإلكترونية على سؤال السيدة، وقال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن الأحكام الشرعية المتعلقة بالحياة بين الزوجين لا تؤخذ بطريقةٍ يبحث فيها كلٌّ من الزوجين عن النصوص الشرعية التي تبيِّن حدود حقوقه وواجباته، أو تجعله دائمًا على صوابٍ والطرفَ الآخر على خطأٍ؛ بحيث يجعل الدين وسيلةً للضغط على الطرف الآخر وجَعْلِهِ مُذعِنًا لرغباته من غير أداء الواجبات التي تجب عليه هو.
وصحح «علام» مفهوم الحياة الزوجية كما حدده الإسلام والشرع، قائلًا إن الحياة الزوجية قائمة على السكن والمودة والرحمة ومراعاة المشاعر بين الطرفين، أكثر من بنائها على طلب الحقوق.
وأضاف مسترشدا بسيرة الرسول الكريم وتعاليمه، بإنه يقتضي أن تتقي الزوجةُ اللهَ تعالى في زوجها وأن تَعْلَمَ أن حُسنَ عشرتها له وصَبْرَها عليه بابٌ من أبواب دخولها الجنة.
كما وجه «علام» نصائح للزوج الذي لا يراعي زوجته ويحاول توجيه الانتقاد لها طوال الوقت، بإنه يجب أن يراعي ضَعفَ زوجته ومشقة خدمتها طوال اليوم للبيت والأولاد، وأن يكون بها رحيمًا، وأن لا يُحَمِّلَهَا ما لا تطيق، فبهذه المشاعر الصادقة المتبادَلَةِ يستطيع الزوجان أداءَ واجبهما والقيامَ بمراد الله تعالى منهما، وسَحْبُ ما هو عند القضاء إلى الحياة غير سديدٍ.
واختتم فتواه مسترشدا بقول الله تعالى في كتابه الحكيم: ﴿يُؤْتِي الحِكمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ .