ربما يأس أو لحظة ضعف تملكت من إحدى الفتيات، في العقد الثاني من عمرها، من طلخا بمحافظة الدقهلية، كانت سببًا في محاولات هروبها من الواقع، والتخلص من حياتها، لتقرر صباح أمس، إلقاء نفسها في مياة النيل، من أعلى كوبري طلخا، بمحافظة الدقهلية، قبل أن تخدمها الصدفة وترسل لها مُنقذًا، ليتمكن سائق شاب، يدعى «بدر السمنودي»، من إنقاذها مخاطرا بحياته وسلامته. 

بدون تفكير في المخاطر قرر «السمنودي» الذي جاء به القدر لمكان الواقعة، إلقاء نفسه في مياه النيل، عقب رؤيته للفتاة تسقط من فوق كوبري طلخا، ظنًا منه أنها طفلة، قبل أن يلقي بنفسه خلفها لإنقاذها من الموت المحقق، والسباحة بمهارة للخروج بها سالمة. 

تفاصيل إنقاذ فتاة ألقت بنفسها في النيل بالمنصورة

وكان أهالي مدينة المنصورة، فوجئوا بفتاة في العقد الثاني من عمرها، تلقي بنفسها من أعلى كوبري طلخا، وسقطت في المياه، ولم يتمكنوا من منعها، وحاولوا الاستغاثة بأي شخص يجيد السباحة لإنقاذها. 

وسرد سائق الميكروباص، وبطل «الواقعة» الذي تصادف مروره لحظة إلقاء الفتاة نفسها، تفاصيل الواقعة، مؤكدًا إنه كان يقود السيارة الأجرة بالصدفة، إلا أن تجمع المارة أعلى الكوبري للاستغاثة كان سبب إيقافه لإنقاذ الفتاة من الغرق: «افتكرته في الأول عيل صغير، مفكرتش أصلًا أن فيه غريق محتاج مساعدة، ونطيت في النيل عشان أنقذها، وكان المهم أنها تطلع عايشة في النهاية». 

وأشار السائق، المُنقذ للفتاة، خلال حديثه لـ «هُن»، أنه ترك السيارة بالركاب لإنقاذ الفتاة حتى نجح في مهمته، ثم انتقل بها لأحد مستشفيات طلخا للاطمئنان عليها: «كانت عايشة وسليمة بس جريت بيها على المستشفى عشان أتأكد واتطمن على صحتها». 

وتابع «السمنودي»: «أهلها ناس على قد حالهم شغالين باليومية، كان المهم يطمنوا عليها، وهي كويسة بس بتمر بلحظات ضعف خلتها ترمي نفسها بالشكل ده».

وأوضح السائق أنه عقب خروجه من المياه اكتشف أنه فقد محفظته وبطاقته الشخصية ورخص القيادة وأمواله: «مش مهم لأني فعلا مفكرتش فيهم وكل اللي فكرت فيه أنقذ البنت».