رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«علي» وجدوه في القمامة من 23 سنة وعاد للبحث عن أهله: «تعبت من كلمة ابن حرام»

كتب: آية أشرف -

09:54 م | الخميس 07 أكتوبر 2021

علي

في صباح كل يوم يستيقظ علي فوزي، صاحب الـ 23 عامًا، باحثًا عن «لقمة عيشة» في أحد أماكن بيع المنتجات الاستهلاكية «سوبر ماركت» بمنطقة السادس من أكتوبر، لا يشغله حكايات الزبائن ومشاكلهم، ولا يلهيه أزمات العمل المعتادة عما يبحث عنه، فذهنه شارد، منذ أكثر من 10 سنوات، يحاول الوصول للإجابة على السؤال الصعب «مين أمي؟، وفين أهلي؟، وليه اتربيت في ملجأ؟ وليه الناس شايفاني ابن حرام؟».

أسئلة قاسية ترواد الشاب العشريني، يوميًا وباستمرار يحاول البحث عن إجابة عنها لكن دون جدوى، فالحقيقة قد تكون صادمة، لكنه لا يزال يبحث عنها، للوصول لهويته.

 

محطات صعبة، قد لا يتحملها بشر مر بها «علي» الذي ظل 15عامًا وأكثر من عمره داخل الملجأ، ومن ثم أرصفة الشوارع، باحثًا عن مأوى. 

تعبت من كلمة أنت ابن حرام 

كلمة قاسية يراها «علي» في عيون من أمامه، وقد يسمعها بنفسه، خاصة بعدما حذرته إدارة الملجأ من البحث عن حقيقته وحقيقة أهله، لكن الأمر لم يمنعه: «كبرت لقيت نفسي عايش في دار أيتام في طنطا، معايا 150 طفلا منهم 35 بنت لما كبرت شوية بدأت اسأل فين أهلي، وأنا ليه في الملجأ، هناك قالولي الأحسن متدورش أنت جاي من كفر الزيات على هنا»، وفقا لما صرح به لـ«هن». 

وصلت للناس اللي أنقذتني: لاقوني في الزبالة 

لم يجد علي فوزي، الحاصل على دبلوم الصنائع، أمامه سوى «فيس بوك» لنشر قصته وصورته لعل يصل لأسرته: «لقيت شخص اسمه سعيد الديب من كفر الزيات اتواصل معايا، وقالي أنا اللي لاقيتك زمان، في الزبالة قدام مستشفى في كفر الزيات، خدتك مع بناتي ومراتي رضعتك لكن مقدرناش تبقى معانا عشان بناتي، وسلمناك للتضامن اللي ودتك الدار».

حقيقة صادمة عرفها الشاب عن حياته، بعدما علم أنه أُلقى في القمامة وهو رضيع، لترعاه أسرة لم تستطع استكمال رعايته، ثم تتخلى عنه، ليكن الدار مصيره. 

تعبت من تحاليل الـdna

نشر القصة على مواقع التواصل الاجتماعي، بإحدى صفحات البحث عن المفقودين، فتح الباب أمام الكثير من الأسر التي تبحث عن أولادها الضالين، بأنه «علي»: «كل شوية أسرة تكلمني وتقولي أنت ممكن تبقى ابني بسبب الشبه، وأقابلهم وأعمل تحاليل لكن من غير فايدة تعبت بعد كل أمل». 

مشوني من الدار وتعبت من الذل

إتمام علي فوزي، الـ 18 عاما، كان سببًا في تخلي الدار عنه، وفقًا للقوانين: «لما تميت 18 سنة مشوني من الدار، تعبت من الذل واستعباد أصحاب الشغل، كنت بشتغل بلقمتي ونومتي في المكان، لحد ما رجعت كتبت على الفيس بوك تاني يمكن ألاقي أهلي وينقذوني». 

وزيرة التضامن تتدخل لإنقاذه

لما القصة انتشرت وزيرة التضامن الدكتورة نيفين القباج قابلتني وساعدتني: «فتحتلي كُشك في منطقة أرياف، وشقة أنام فيها مؤقتًا، لكن للأسف مكانش فيه حد بيشتري وبقيت أخسر، قفلته وسبت المكان ونزلت أدور على شغل في العاصمة عشان أقدر أصرف على نفسي وأعيش».

ربما معاونة وزيرة التضامن لم تنته عند المساعدة الأولى: «وصلتلها تاني وعرفتها باللي حصل ووعدتني تساعدني».

عاوز ألاقي أهلي

اسغاثة عاجلة من الشاب من خلال «هن» لنشر قصته، لعل يجد والدته، أو يتعرف عليه أحد من أفراد أسرته: «نفسي ألاقيهم، ويطلع ليا أهل».