رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«ليلى القرشية» و«أم موسى القهرمانة».. نساء رفعن راية القضاء في عصور الإسلام

كتب: آية المليجى -

11:23 ص | السبت 02 أكتوبر 2021

أول قاضية في الإسلام

لحظات أخيرة تفصلنا عن انطلاق احتفالية يوم القضاء المصري بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي دعم وجود المرأة في المناصب القضائية، فاليوم، ينطلق عمل المرأة بالنيابة العامة ومجلس الدولة، وبمناسبة الحدث الأول من نوعه، الذي يعيد بالأذهان تاريخ المرأة القاضية في العصور الأولى من الإسلام، التي كان أولها منذ عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، الذي أخذ برأي السيدات في القضايا الجوهرية. 

الخبيرة الحقوقية نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، التي استرجعت تاريخ المرأة القاضية في الإسلام، التي أخذ برأيها وترأست مجالس المظالم لتحكم بالعدل، فعلى شأنها وذاع صيتها بالعدل والحسم، ففي عصر النبوة ذاع صيت السيدة «سمراء بنت نهَيك الأسديّة» فهي من الصحابيات على عهد النبى اللائي يحتسبن، وأقرهن على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فلم توجد وقتها، ولاية مختصة بالحسبة، التي كانت تتم بشكل تطوعى، ومن ثم يصبح المعيار هو الكفاءة وفقط دون معايير تخضع للأهواء الشخصية.

ليلى بنت عبدالله العدوية القرشية.. قاضي محكمة تجارية

وانتقالًا لعهد الخليفة عمر بن الخطاب، الذي بدأ يؤسس للدولة الإسلامية بأركان قوية ولم يغفل وقتها عن النساء، إذ تم تعيين ليلى بنت عبدالله العدوية القرشية، ولقبت بـ«الشفاء»، لأنها كانت تداوي المرضى قبل الإسلام وكانت من أوائل من اعتنق الإسلام، ومن القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة في الجاهلية، فوثق الفاروق برأيها وكان يقدم كلامها على غيرها، فولاها على نظام الحسبة فى السوق أو كما يسمى ذلك البعض قضاء الحسبة وقضاء السوق، وجعلها تفصل فى المنازعات التجارية والمالية، فكانت بمثابة قاضى محكمة تجارية في هذا العصر.

والحسبة هي منصب من مناصب الحكم يتولى فيه المحتسب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكافة الطرق المشروعة، يمكن أن تسمى بلغة اليوم مؤسسات رقابية على الأنشطة التى تتعلق بمصالح الناس للتأكد من أنها تتم وفقاً للعدل.

أم موسى القهرمانة.. أول «قاضي قضاة» في الإسلام

أما في العصر العباسي الذي يعتبر أكثر العصور التي شهدت ازدهار للحضارة الإسلامية، وعرفت بأم موسى القهرمانة، بأول قاضية في الإسلام، وأمرت بتعيينها أم الخليفة المقتدر في منصب «قاضي القضاة»، فجلست في ديوان المظالم تستمع للناس يوميًا وتحكم بينهم بالعدل.

وكان القاضي أبا الحسن من المناصرين لها، فكان يجلس بجاورها حتى يطمئن الناس لآرائها والمجيء إليها، فذاع صيتها بأنها امرأة عادلة تحكم بالحزم والحسم، حتى قل عدد معارضيها، لكن مع قوة آرائها وشهرتها الواسعة أصبح البعض يستشعر الخطر منها، إذ كانت صاحبة رأي في تعيين بعض الولاة.

وفي بعض الروايات يقال أن الخليفة أم المقتدر، التي أمرت بتعيينها هي ذاتها التي عملت على عزلها، بعدما استشعرت الخطر السياسي منها، بحسب حديث أبو القمصان.