«هي حلال كده؟» سؤال تعجبي من سيدة بسيطة جذبت الأنظار، بحديثها مع المذيع أحمد رأفت، المعروف بـ«مذيع الشارع»، حين فاجئها بالجائزة المادية التي فازت بها في حلقة برنامجه، لتقف أمامه في ذهول تام، ترفض أن تحصد أموالا دون جهد بذلته لتفاجئه بردها الذي أذهل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

في يوم لم تختلف تفاصيله مع السيدة رضا محمد جمعة، صاحبة الـ55 عامًا، بعدما أنهت عملها بإحدى الشركات في منطقة الزمالك، وسارت في طريقها نحو أبنائها الذين ترعاهم بعد وفاة والدهم، كان القدر له ترتيب خاص، حين فوجئت السيدة الخمسينية بـ«مذيع الشارع» يستوقفها ويعرفها بنفسه وبفكرة برنامجه الرمضاني، موجهًا لها سؤال بسيط جاوبته على الفور، غير متوقعة أن ثمن الإجابة مبلغ مالي تتحصل عليه بهذه السهولة.

التلقائية التي تميزت بها «رضا» في ردودها جعلتها محور حديث «السوشيا ميديا» من الأمس، لتجوب كلماتها البسيطة عبر صفحات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مشيدين بسلوكها، وفي محاولات بسيطة لإسعاد السيدة الخمسينية، قدم الدكتور محمود طلعت، طبيب الجراحة عامة وجراحة المناظير، بالمعهد القومي لأبحاث الأمراض المتوطنة والكبد مبادرته البسيطة.

«حد يبلغها إني متطوع بالكشف عليها و لو لا قدر الله احتاجت أي عملية في تخصصي مجانًا مدى الحياة» هكذا أعلن «محمود» عن مبادرته التي أراد أن يخدم بها السيدة البسيطة «هي واحدة اتكلمت بعفويه شديده وأنا كمان عملت المبادرة بعفوية ونفسي يوصلها العرض بتاعي».

ويتعامل «محمود» مع الكثير من المواقف الإنسانية التي يصادفها في مقر عمله بالمعهد القومي للكبد، مبديا رغبته في خدمة السيدة الخمسينية «أنا نفسي أساعدها بأي حاجة.. لو في مجالي مش هتأخر عنها نفسي أوصلها.. وربنا ما يحوجها ليا بس عايزها تحس بتقدير الناس.. الفقرا كتير بس اللي بيدوروا ع الحلال قليلين واللي بيعتبروا الفلوس اللي ما تعبوش فيها حرام قليلين أكتر».