صرخات الطفل الصغير تدوي بالمكان، جسده أصبح كمطفأة سجائر، فكافة مناطق جسده، وحتى الحساسة تم حرقها بأعقاب السجائر، الحروق والندبات لا تغادر وجهه الملائكي.

الطفل «شادي إيهاب» صاحب الـ4 سنوات، نتاج علاقة زواج بين أب يتعاطى المخدرات، وأم لا حول لها ولا قوة، لا تقوى على حماية نفسها أو حتى نجلها، دفعتها سلبيتها لتحمل تصرفات الزوج غير المسؤولة، ولم يدفع الثمن سوى الطفل الصغير، الذي عذبه والده انتقامًا من والدته.

الواد عنده نزيف على المخ وجسمه كله محروق

صوت مغلوب على أمره، يسرد فيه، السعداوي زكريا، خال الطفل، من «ميت غمر» تفاصيل الواقعة لـ«هُن»، مؤكدًا إن والده من قام بهذا الفعل، نكاية في والدته: «هو من يوم ما اتجوز اختي وهما في خناق، هو شغال قهوجي وبيشرب مواد مخدرة، ودايمًا على خلاف بسبب الموضوع ده لحد الخناقة الأخيرة». 

مشاجرة أخيرة نشبت بين الزوج «ايهاب ال»، 27 عاما، وزوجته «سهام زكريا»، ودفعها لاصطحاب نجلها والمكوث في منزل أسرتها قبل أن يعود لها لمصالحتها: «جيه صالحها ورجعت معاه البيت، ومفيش يومين والجيران كلمونا إنها بتنضرب، روحنا نلحقها لاقيناه خد الواد وسايبها مضروبة، رجعنا بيها من غير شادي ابنها».

30 يوما والأم لا تعرف طريق طفلها، الذي أخذه والده بحسب رواية خاله، قبل أن تصطدم برؤيته وهو يعاني من النزيف والحروق. 

ويتابع خال الطفل خلال حديثه لـ«هُن»:«اتصلت بينا ممرضة من مستشفى داقدوس عندنا، روحنا جري لاقينا الواد محجوز، أبوه رماه على الباب واداهم رقمنا».

حالة يرثى لها يعيشها الطفل، الذي احترق جسده بالسجائر: «الواد شكله يخض، عنده نزيف على المخ وجسمه كله محروق بالسجاير، ومليان حروق في كل حتة في جسمه».

«بابا اللي عمل فيا كده»، هكذا كانت كلمات الطفل الذي يعاني من شدة الألم، ما دفع الأم إلى الذهاب لقسم شرطة ميت غمر، لتحرير محضر بالواقعة رقم 2703.