رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكايات بائعات ميدان الحرية مع المتحرشين.. «طفلة المعادي ليست الأولى»

كتب: أحمد الأمير -

07:30 م | الثلاثاء 09 مارس 2021

بائعة المناديل

ميدان الحرية.. أشهر ميادين المعادي، وأكثرها زحاما، أرصفته تسع عشرات البائعين وأطفالهم.. وكلاهما يتشاركان رحلة البحث عن الرزق الحلال، في هذا المكان تتراص هموم البسطاء وأجسادهم المنهكة، لتصنع سلسلة ممتدة من المعاناة، يمكنك أن تختصرها في المثل الشعبي الذي يقول «رضينا بالهم.. والهم مش راضي بينا»، هنا تتحول الفتيات إلى ضحايا للظروف وأصحاب النزوات، ما يجعلهن عرضة للعديد من المضايقات، وللتحرش أحيانا سواء كان لفظيا أو جسديا مثلما ما حدث مع الطفلة «سارة» ضحية التحرش الذي ظهر في فيديو واقعة المعادي من جانب شخص يدعى «محمد. ج».

الضحية كانت هنا، تتشارك مع الأخريات قصص كثيرة، قررن أن يبحن بها لـ«هُن» ليزحن عن صدورهن حملا لم تعد تقوى على حبسه. زميلات المهنة يعرفن الضحية من ملابسها «نورا»، اسم له وقع البهجة لكن صاحبته لا تمتلك سوى ملامح معتمة، وملابس بالية بشكل يفوق الجسد الذي تستره، نورا عبدالعظيم، عمرها 51 عامًا، وتقيم في منطقة عرب المعادي، موضحة أنها تعرفت الطفلة ضحية واقعة التحرش من ملابسها وشعرها، رغم عدم ظهور ملامحها جيدًا في الفيديو المتداول.

وأضافت لـ«هُن»: «سارة هي ابنة لإحدى البائعات في ميدان الحرية، ودائمًا ما تتحرك في المنطقة في محيط المكان الذي تفترشه والدتها وجدتها لبيع المناديل، وتلعب مع الأطفال، تظل مع والدتها وجدتها طوال فترات عملهما في أوقات الصباح والمساء، وبعدها يعودان إلى حيث يقيمان في منطقة طموه بالجيزة».

حكايات بائعات المناديل مع المتحرشين الواقعة ليست الأولى في المنطقة

ووفقا لـ«نورا» سبق واستدرج أحد البائعين بالمنطقة نفسها فتاة دون العشر سنوات، في إحدى المخازن بالشوارع المحيطة بميدان الحرية، وذهبت هي وصديقاتها من البائعات وأنقذن الفتاة التي كان يلامس الرجل جسدها ويجردها من ملابسها، وقتها فر الرجل هاربًا من المكان، ولم يظهر في المنطقة مرة أخرى.

وقائع التحرش لم تعد غريبة على المكان أو على مسامع بائعاته، هكذا تقول سيدة أخرى تدعى جملات محمد عبد الحميد، 53 عامًا، ومقيمة في منطقة طرة، هي واحدة من طابور بائعات المناديل المرابطات في ميدان الحرية: «هذه الحالات ليست جديدة على المنطقة، فلا يوجد حل لمشكلة التحرش التي يتعرض لها الكبير والصغير».

لا تملك بائعات المناديل التخلي عن مصدر رزقهن، لكن الرزق هنا أصبح محفوفًا بالتحرش، لذا قررن اختيار أخف الضررين، من خلال إبعاد أطفالهن عن المكان، أو كما تقول «جملات»: «سمعنا عن أكثر من واقعة تحرش في المنطقة، لذا نترك أطفالنا في المنازل خشية أن يتعرضوا للتحرش، فنحن نواجه الشارع ومن المتوقع أن يحدث ذلك من مدمني المخدرات والبلطجية، لذلك أنصح كل أم من البائعات بالحفاظ على أطفالها».

طلب مني جلسة مساج «جملات» التي تجاوز عمرها الخمسين عاما لم تسلم من محاولات التحرش، فعندما كانت جالسة في إحدى شوارع ميدان الحرية، جاء أحد الشباب يطلب منها مساعدته في تنظيف الشقة، لأن زوجته حامل ولا تستطيع تنظيفها، كان العرض مغريًا للراحة من عناء الشارع وقسوة الأرصفة.. ولو بشكل مؤقت، فالخدمة في البيوت مقابل أجر.. بالتأكيد ستكون أفضل من «التنطيط فى الإشارات والشعبطة في العربيات» اختتمت «جملات»: «وافقت بعد إصرار منه، وبعد أن اشترطت عليه أن يحضر زوجته معه، لكنه أصر على ركوبي السيارة معه، ثم تفاجأت بطلب غريب منه، أبلغني أنه سيستلقي على السرير، ويحتاج مني جلسة مساج، في هذا الوقت كنا أمام إحدى السفارات بمنطقة المعادي، فطلبت منه أن يوقف السيارة، وتمكنت من النزول».