رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

كورونا يحرم بطلة "داون" من حقنة البنسلين.. والحجر أظهر مواهبها المدفونة

كتب: مروى ياسين -

06:29 م | الخميس 03 ديسمبر 2020

طفلة مصابة بمتلازمة داون

ظلت هناء أمين، التي تعمل في مجال التدريس، تحلم باللحظة التي تنجب فيها طفلة تغير ملامح حياتها، حتى رزقها الله بأول فرحتها، طفلة تعاني من "داون سندروم"، كانت صدمة كبيرة حين أدركت أن طفلتها "منغولية" مثلما يصفها البعض، لم تكن تعرف هناء شيئا عن هذه الحالة، ظلت تبحث وتقرأ وتعرف المزيد عن طفلتها، لتدرك أن نموها العقلي سيكون أبطأ من نظيرتها في المراحل العمرية، لكن إصرار الأم على تعليمها كان كبيرا، حيث تقول: "ما استسلمتش رغم إني كنت ببكي لربنا وأقول اشمعنى أنا.. لكن بعد فترة حسيت إني لازم يكون لي دور مختلف.. وبدأت أشتغل على بنتي بطريقة مختلفة".

لم يكن الأمر سهلا، أن تقف بجوار طفلة مصابة بمتلازمة داون تعاني من مشكلات صحية متعددة بينها اضطرابات في الغدة الدرقية، ومشكلات صحية أخرى تجعلها تتناول حقنة البنسلين بشكل منتظم، لكن الأم لم تتكاسل ولم تيأس من تعليم صغيرتها كل فنون الحياة، حتى وإن كان استيعابها بسيطا.

"بنتي مريم عندها إرادة كبيرة وتحدي بيخليها تنجح في حاجات محدش يتخيلها"، بدأت هناء في أخذ يد صغيرتها تارة بتعليمها فنون السباحة وأخرى بتعليمها فنون الرسم والتلوين، حتى أصبحت مريم بطلة بين نظيراتها.

"هناء" تحكي عن مراحل التنمر في حياة طفلتها وتقول: "بنتي لو مشينا في الشارع أو ركبنا الميكروباص تلاقي الناس بتتنمر عليها، لما بيحصل ده زمان كنت بزعل لكن دلوقتي بقيت أقولهم ردي عليهم يا مريم وقوليلهم إنتي إيه"، وتفتخر بابنتها التي حصلت على جوائز عدة وألقاب فريدة من نوعها "بنتي بطلة عرب، وأول طالبة من متلازمة داون تدخل كلية الفنون الجميلة"، اللمسات الجمالية في رسومات مريم والتي تعلمت بعضها من قنوات "يوتيوب" الخاصة بالتلوين والرسم، والتي دفعت الأم لتنمية مهارة ابنتها وجعلتها تشارك في المسابقات المتنوعة.

خلال أزمة فيروس كورونا كانت واجهت الأم مشكلة في تعريف الفيروس للطفلة، وتوعيتها  بارتداء الكمامة خوفا من العدوى: "عرفتها إن فيه فيروس كورونا وإنه شبه الأنفلونزا، وبيموت ولازم تاخد بالها وتعقم إيديها وتلبس كمامة وما تسلمش على حد.. بتتخنق أحيانا من الكمامة لكن بقت عارفة إنه فيه فيروس بيموت ولما آطلب منها حضن تقولي كورونا يا ماما".

تؤكد هناء أنها اضطرت لحرمان ابنتها من حقنة البنسلين المعتادة بسبب خوفها من انتقال العدوى لها، وتحكي عن فترة العزل المنزلي وتقول: "اكتشفت إن بنتي فنانة وبتحب تمثل أدوار زي أطاطا وغيرها من الممثلين اللي بتحبهم وبدأت أديها ورش في التمثيل".

هناء أمين واحدة من أمهات عدة أصيبت بفيروس كورونا دون أن تعرف سببا لنقل الفيروس لها، بدأت في عزل نفسها داخل غرفة المنزل الصغير، كانت ابنتها يوأنا وجيه ، 16 عاما، هي يد العون للجميع، تحاول أن تسعف والدتها وتساعد أسرتها البسيطة في إعداد الطعام الصحي وتناول الأدوية المطلوبة، لكن مريم كانت قلقة على والدتها كانت تلتزم البقاء خلف باب الغرفة التي تجلس فيها الأم وتطلب رؤيتها من حين لآخر فكانت تأتيها الإجابة: "بلاش علشان ما تتعديش يامريم.. خليكي بعيدة وما تحتكيش بحد".