رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

رغم انفصالها عنه بسبب قسوته.. جيهان خدمت زوجها في مرضه وتقيم له العزاء

كتب: سحر عزازى -

09:09 م | الثلاثاء 03 نوفمبر 2020

الزوج

18 عاما من الحزن والضرب والإهانة، عاشتها جيهان الخضري، مع زوجها حتى انفصلت قبل 8 سنوات، لتُربي فتياتها الثلاث بعيدًا عن والدهن الذي كان يكره خلفتهن، ضاق بها الحال فلجأت للبحث عن عمل للهروب من جحيم زوجها، وظلت "تُحسبن" عليه سنوات عمرها الماضية، حتى تعرض لوعكة صحية شديدة علمت بها فاصطحبت فتياتها للاطمئنان عليه، وتعاطفت مع حالته وقررت أن تبقى بجواره ترعاه وتخدمه بعد أن تخلى عنه معظم عائلته.

 

"أول ما شوفته بطلت أدعي عليه وبدأت أدعيله وأول كلمة قالهالي أوعي تزعلي مني حقك عليا سامحيني قولتله مسامحاك وكنت بتمنى ربنا يشفيه"، تتناوب مع بناتها على المبيت معه لتلبية احتياجاته بعد أن أُصيب بتسمم في الدم والكبد وتضخم في الكلى وسرطان وغيرها من الأمراض التي سكنت جسده حتى توفى، وأصرت أن تقيم له عزاء أمام بيته ووسط أهل منطقته التي تربى فيها بمنطقة المطرية: "كل الناس قالتلي نخلي العزا عند المقابر قولت لازم أعمل عزا يليق بأبوا بناتي وتكفلت بيه".

 

تحكي "جيهان" لـ"هن"، أنها فتحت محل منظفات بعد انفصالها عن زوجها، وكانت تغسل السجاد يدويا للجيران حتى توفر مصاريف فتياتها الثلاث اللاتي كن يدرسن في الثانوية العامة ودخلن الجامعة: "حسيت إني ارتحت وفرحت بنفسي لما علمتهم أحسن علام وهما فخورين بينا وبشغلي"، مؤكدة أنها "ِشافت المرار" حسب وصفها مع زوجها بسبب معاملته القاسية معها وجفاء مشاعره التي تبدلت خلال فترة مرضه: "في 20 يوم شوفت واحد تاني خالص طيب وحنين وكنت أول مرة أسمع منه كلمة حلوة حتى كلمة خليكي معايا أو عاملة إيه كنت بسمعها لأول مرة لأنه مكنش بيرمي عليا السلام، بس سامحته وكنت بتمنى يعيش وأخدمه العمر كله بس يقولي كلمة حلوة".

غفرت له سنوات عمرها الصعبة التي عاشتها معه ورأت فيهم كل شئ من ضرب وإهانة طرد وغلق الشقة عليها وتركها خارجها أمام الجيران وكرهه لفتياته بسبب حبه في الصبيان، وغيرها من المواقف التي انتهت بالعفو والسماح عما مضى، وقبلت في أواخر أيامه أن تعود له بناء على رغبته الملحة وظلت ترافقه حتى النفس الأخير: "كنت بقعد عنده اليوم كله أنا وبناتي وكل الناس وصحابه استغربوا إني روحت زورته وسامحته على كل اللي عمله فيا بعد ما كنت بصلى وأدعي عليه بقيت بصلى وأدعيله".

تحدت الظروف حتى تنفق على تعليم فتياتها لدرجة أنها كانت محرومة من الأكل لفترة بسبب توفير مصاريف دروسهن ودفع الإيجار، لكن كل هذا انتهى وعوضها الله عن سنوات تعبها: "فضل يدعيلي كتير لحد ما مات ودخلت عليه التلاجة وفضلت أكلمه وأقوله إني مسمحاه ومخوفتش وبوست على راسه وطلب مني أرجع أنا والبنات نعيش في شقته اللي طردني منها حسيت بكرم ربنا لأننا كنا متبهدلين".

سيدة مصرية أصيلة رقيقة القلب وحانية كانت ونعم الزوجة رغم الإساءة إليها لم تلتفت للماضي وكانت داعمة ومساندة لوالد فتياتها في أيام ضعفه وتخلي أقرب الناس عنه: "قالي ربنا يخليكي لعيالك متحرمش منك مكنتش مصدقة إن ده كلامه ليا لحد ما قالي إنتِ جيهان أوعي تزعلي مني".

20 يومًا بجواره لخدمته ورعايته ليل نهار أنفقت من جيبها الخاص على دفنه وإقامة عزاء له: "اتفاجئت أنه باع المقبرة بتاعته اللي كان شاريها وروحت دفنته عند أهله في شبين الكوم ومسبتوش لآخر لحظة أنا وبناتي".