حالة من الجدل أثارتها قضية المتحرش "أ. ب. ز" الذي تصدر قائمة "تريندات" موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، ومنها إلى باقي منصات السوشيال ميديا، الذي دفع البنات للخروج عن صمتهن، للحديث عن تعرضهن للتحرش ومحاولة الابتزاز من هذا الشاب، الذي اتهم بالتحرش.

وزعمت إحدى الفتيات عبر حسابها على "فيس بوك"، قائلة: "إن الشاب تحرش بأكثر من 100 فتاة، منذ حوالي 5 سنوات، كما أنه تم فصله من إحدى مدارس مدينة الدوحة في قطر، بسبب سلوكه غير الأخلاقي".

تعرضت قرابة 100 فتاة للتحرش، دون تحرك منهن لمقاضاة هذا الشاب، أمر استنكره الكثير متسائلين "طب والبنات دي فين وليه سكتوا عن حقهم؟".

ويبدو وفقا للكثير من الفتيات أن الغالبية العظمى ممن يتعرضن للتحرش، يفضلن السكوت وكأنهن المذنبات، وفقا لسمر عادل، مؤكدة أن معظم صديقاتها اللاتي سردن لها وقائع تحرش، لم يتخذن إجراء حيال المتحرش، خوفًا منه في بعض الأحيان "عندي صديقة لما وقفت في الشارع تهزأ متحرش شتمها، كل اللي أخدته إن الناس اتلمت وقعدت تبص عليها".

وتقول "ليلى. م"، أنها من الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش ومحاولة أخذ حقها، دفع المتحرش لإشهار سلاحه بوجهها، فما كان منها الا أن صمتت وانسحبت بهدوء: "المتحرش تجرأ علينا مش عارفة احنا السبب ولا العقوبة مش مالية عينة".

وتضيف: "بالمناسبة وقعت جريمة راح فيها جار ليا لأن أخته وقفت في الشارع، تشتم اللي اتحرش بها، ولما أخوها ضربه اتجنن، وطعنه في بطنه ومات".

أما هاجر سليمان، فوصفت تغاضي بعض الفتيات عن مواجهة التحرش جريمة اقترفتها في حق نفسها والأخريات "اللي بتسكت جبانة ومش هقدر أتعاطف معاها ومفيش مبرر ان بنت تسكت لمتحرش سواء لفظي أو جسدي".

وتستكمل: "للأسف في بنات بتخاف من أهاليها ودي هقولها المتحرش حيوان لو سكتي هينهش فينا واحدة ورا التانية".

ويقول الدكتور أحمد سالم، استشاري العلاج النفسي والإدمان، أن الغالبية لا تفصح عن ذلك الفعل بسبب الصدمة التي تعرضت لها والتي تجعلها  تمر بمراحل في التفكير تبدأ بالإنكار للواقعة وكأنها لم تحدث، ثم تفقد القدرة على الإنكار لأن الحادث يظل مسيطرًا على تفكيرها فتبدأ في مواجهة نفسها بما حدث وفي تلك المرحلة قد يختفي المتحرش كالمتحرش العابر في الطريق وفي تلك الأثناء كل ما تطمح له هو أن تتجاوز فحسب.

وأكد سالم لـ"هُن"، أن هذه المراحل يصاحبها أعراض نفسية وجسدية مثل الاضطرابات والصداع، وقد تنسحب من المجتمع وتصاب باكتئاب، ومن الممكن أن يصل بها إلى حد الإقدام على الانتحار، مضيفا أن هناك بعض الحالات تبدأ في تقبُّل ما حدث والتكيُّف معه لمواجهته وتطلب المساعدة لتخطي ما حدث وتجنُّب حدوثه مرة أخرى.

وأضاف استشاري العلاج النفسي والإدمان، أن بعض الفتيات اللاتي يأتين بعد الصدمة يشعرن بندم أنهن لم يواجهن المتحرش وقت وقوع الحادث، ولذلك بعد جعلهن يتجاوزن ذلك تأتي المرحلة الأهم وهى كيفية المواجهة في حال تعرضن لشخص متحرش.