لم يجد أمًا أو أبًا لينتظراه أمام لجنة الثانوية العامة بمدرسة إمبابة العسكرية كما فعل البعض اليوم، أو حتى يهاتفه عقب الخروج من الامتحان للاطمئنان عليه، فلم يجد الطالب محمد فتحي حلا سوى أن يبحث عن من يدعمه في الواقع الافتراضي من خلال تدوين حكايته بشكل مختصر على صفحات أولياء الأمور ويترك رقم هاتفه ليلاقي الدعم من أمهات مصر.

المنشور الذي نشره "محمد" رغم اختصاره، الا أنه استطاع أن يكسب تعاطف الكثيرات من الأمهات وكذلك الآباء، فكتب محمد في منشورة "سلام عليكو بعد ازنك يا ادمن انا اسف بالله عليك ممكن توافق علي البوست ده انا اسف فاضل يوم وحلمي يتحقق فاضل يوم وامتحاناتي تبدا انا اسف انا علمي علوم انا اخر سنه في ثانوي عام انا يتيم ام واب انا باذن الله هبقا احسن دكتور".

وأضاف: "محتاج دعوه حلوه من قلبكو ليا وادعموني بالله عليكو وسامحوني بالله عليكو وانا اسف بعد ازنك ياادمن وافق علي البوست ده ده رقمي للتواصل اجبرو بخاطري واتصلو بيا".

وعلى الفور تلقى طالب الثانوية العامة حالة من الحب والمساندة، حيث استقبل مئات الاتصالات الهاتفية عقب خروجة من اللجنة اليوم غلب عليها الطابع النسائي واللاتي أكدن له أنهن كن يدعين له كأولادهن.

وتفاعلت السيدات مع المنشور، فكتبت رشا عبدالجواد: "ربنا معاك ويوفقك ويسهلك كل صعب ويارب تكون أحسن دكتور".

وكتبت نجوى شرابي: "بالتوفيق يادكتور وطمني على نتيجتك اوعى تنسي".

أما عن حكاية محمد، فمنذ 3 سنوات مرت على رحيل والدته وهو يعمل في إحدى ورش تربية الأرانب وبيعها لينفق على نفسه رغم أنه يعيش في كنف جدته وعمته "عمتي بتخرج تشتغل عشان تصرف عليا أنا وستي وأنا كان لازم اشتغل عشان أصرف على دراستي نفسي أبقى دكتور عظام وأعالج الغلابة والمحتاجين زي ستي"، بحسب ما قاله لـ"هن".

وأضاف: "أنا عمري 20 سنة وانفصلت سنة من المدرسة عشان ضربت واحد شتم أمي وإن شاء الله السنة دي هخلص دراسة وابقي دكتور قد الدنيا".

وعن كيفية تنظيم الوقت بين المذاكرة والعمل، قال محمد: "كنت بخلص شغل في المحل الساعة 5 وأرجع أذاكر لحد 1 ونص بالليل".

ويضيف: "محدش يعرف إن أنا بخرج اشتغل كل اللي يعرفوه إن أنا بروح أذاكر برة".

ويستكمل :"شكرا لكل الأمهات اللي اتصلت بيا واللي عرضوا عليا مساعدات زي تحضير أكل صحي.. انا أمى ماتت وربنا رزقني بمليون أم".

وانطلقت صباح اليوم، امتحانات الثانوية العامة، نظام قديم، ويؤدي 653 ألفًا 389 طالبًا امتحان اللغة العربية بنظام البوكليت - دمج ورقة الأسئلة وكراسة الإجابة معًا، وسط إجراءات احترازية وأمنية مشددة بسبب انتشار فيروس كورونا.