تعاني بعض الأسر من رحيل الأم مبكرا، سواء بوفاتها، أو بوقوع الطلاق بين الزوجين لتنقسم الأسرة، بعض الأطفال يأخذهم الأب، والبعض يظلون مع الأم.

ظروف مختلفة وضعت الأب في موقف بمهام مزدوجة، ورغم أنها مهام تسهل على الأم القيام بها بطبيعتها المعطاءة إلا أن هناك بعض الآباء الذي استطاعوا أيضا أن يقوموا بتلك المهام بشكل جيد، ترويها تجاربهم في عيد الأب الذي يوافق اليوم.

استطاع أحمد أشرف أن يقوم بالدورين لأولاده بعد أن رحلت أمهم وهم في مراحل ثانوية عامة، وحيث كان يقوم بطهي الأكلات المحببة إليهم، فتروي ابنته الكبرى نورهان عن تلك الفترة، لـ"هن"، "تجربة قاسية جدا عشناها كنت أنا وأخويا في ثانوية عامة وأختي الصغيرة لسه في ابتدائي، وأبويا فضل جنبنا مفكرش يتجوز ولا يجيب لنا واحدة غريبة".

بمجرد أن طلبت منه صغيرته طبق العجة بالبيض الذي تميزت به والدتها تعلمه الأب وكانت هي وجبتها اليومية في المدرسة، "يمكن كان فيه مواقف كتير غير ده، لكن الحنية كانت سمة بابا لما يدخل على النت ويتعلم حاجة زي دي عشان أولاده".

تزوجت نورهان الآن وكذلك شقيقها وينتظر الأب زواج ابنته الصغيرة التي تدرس حاليا في الجامعة ومنذ ابتدائي كان هو والدها ووالدتها، تقول نورهان، "هو بيقول مجرد ما اختي تشتغل وتقف على رجلها وتتجوز هيكون هو قضى رسالته، أبويا أفنى عمره علينا زي بالظبط الأمهات اللي بتعمل كدة لما جوزها بيموت، مفيش في حنية الأب".

نفس التجربة يكررها الطبيب مجدي عبدالسلام، والذي توفيت زوجته وله منها أولاد، ولكنهم في مرحلة الشباب، وجميعهم من الذكور، ورغم مهامه الكبيرة في عمله كطبيب، إلا أنه اقتطع مزيدا من الوقت للمنزل، يروي أحمد مجدي ابنه الأصغر ما مروا به، "والدتي اتوفت لما اتخرجنا من الجامعة والدي قرر يكون زي ماما في كل حاجة، افتكر أنه كان بيقف مع المساعدة اللي بتنضف البيت ويشرف عليها، وكان بالليل بيغسل أطباق الأكل ليا أنا وأخواتي الشباب، وكمان كان بيروح السوق يشتري لينا الأكل".

بمرور الوقت والصدمة، بدأ الشباب يعون جميل والدهم، يقول أحمد لـ"هن"، "عرفت قد إيه كان أبويا مخلص لينا ولبيته وأسرته، وفضلنا فترة طويلة نلح عليه يتجوز وهو رفض، ودلوقتي هو متوفي بدعيله في كل لحظة ربنا يرحمه بحق رحمته بيا أنا وأخواتي وأمي، وبحق طيبة قلبة والدور اللي قام بيه ومحسسناش بأي فرق أو مشكلة".