رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكايات الدعم لأسر مصابة بكورونا: "محسناش إننا عبء على حد"

كتب: روان مسعد -

04:41 ص | الجمعة 19 يونيو 2020

دعم مرضى كورونا

أعراض بسيطة تبدأ في الظهور على أحد أفراد الأسرة تلزمه العزل الذاتي لعدة أيام قبل أن تبدأ في الظهور على كل الموجودين في نفس البيت، أكثر من أسرة تعرضت لهذا السيناريو للإصابة بفيروس كورونا المستجد، بداية من الشعور بالقلق والاشتباه في كورونا وحتى إجراء التحاليل المعملية وثبوت الإصابة.

رحلة شاقة ومؤلمة خاضها عدد من الأسر، ولكن كان "الدعم" النفسي والمادي والمعنوي هو الحافز لاستكمال طريق الشفاء دون عناء أو ضغط زائد من المحيطين.

دينا: الجيران والصيدليات والأصحاب كانوا في ضهرنا 

لم تشعر دينا علي يوما بالخزي من المحيطين بها، في البداية كالعادة كانت الأعراض بسيطة ثم ازدادت ومعها الاشتباه في كورونا حتى تأكدت بالتحاليل، أعلمت الجميع إصابتها وأسرتها بالفيروس، وعكس التنمر والنفور، كانت المساعدة هي عنوان علاقتهم بالمحيطين بهم.

عرض صيدلي أن يذهب إليهم بنفسه ليعطي حقنة لوالدها المريض، ورغم علمه بأنهم مرضى كورونا لأنهم كانوا يشترون بروتوكول العلاج من عنده إلا أن الإنسانية تفوقت على الخوف، كما جاء من صيدلية أخرى رجل دليفري ليعطي لوالدها حقنته 5 مرات دون خوف.

وفي الوقت الذي كانت تتعامل دينا بحذر شديد، وتعلم رجال الدليفري بمرض الأسرة، كان الجميع ودودين، تقول لـ"هن"، "كنت بعقم الفلوس والأكياس وإيدي ومش بقابل أي حد غير بالماسك والجوانتي وبعرفهم إن عندنا كورونا، رغم كدة السوبر ماركت والصيدلية والخضار والفاكهة كله جالنا دليفري لحد بيت عشان منخالطش حد".

الأصدقاء كذلك لم يظهروا أي خوف منهم، بل عرضت صديقة عليها المساعدة وكذلك صديق أخيها الذي قابلته دينا صدفة فالشارع كانت مقولة "الكل في ضهرنا حقيقي"، حتى أصبحت الأسرة كلها بخير ومرت المحنة بسلام.

منال: الدعم الحقيقي هو الأهل

لن تنسى منال محمود أن أول من وقف بجانبها هو شقيقها، رغم أنه أخذ منها العدوى لكنه لم يتوانَ لحظة عن خدمتها في المنزل، "كان بيقف يعمل حاجات لأول مرة يعملها عشاني، اتعدى وقال مش هينفع أسيبها وكان بيجيبلي الأكل والشرب والأدوية لحد باب الأوضة عشان معديش حد".

في البداية شعرت منال بأعراض خفيفة لكورونا، ازدادت حدتها مع الوقت فعزلت نفسها ذاتيا، ولكن رغم ذلك عدت شقيقها ووالدتها، والتي وجدت فيهما الداعم الأول في محنتها، "بابايا 24 ساعة يكلمني على الموبايل يطمن عليا وأنا في أوضة في نفس البيت، بس عشان يعرف تعبي وصل لفين وهو ميقدرش يدخل عشان ميتعديش".

وكذلك والدتها التي مرضت بسبب العدوى، كانت دوما ترغب في المساعدة، "بس للأسف مكانتش بتقدر وتسألني كل يوم أعملك ايه وعايزة ايه"، هكذا وقف الأهل معها في وقت شعر فيه بالخزي من آخرين سواء حبيب أو صديق لم يسأل عنها فوصفت الجميع بأنهم "بوشين وكله وبيظهر وقت الأزمة".

آلاء: حماتي كانت هي اللي وقفت جنبي

شعر زوج آلاء حسام بأعراض تتشابه مع كورونا، فعزل نفسه احتياطيا في المنزل، حتى لا تنتشر العدوى، ولكن زوجته آلاء كانت قد وضعت طفلها الصغير منذ 15 يوما فقط، فهي ضعيفة لا تحتمل خدمة زوجها المريض مع الطفل الجديد وكذلك طفل آخر يبلغ من العمر 5 سنوات.

تقول آلاء لـ"هن": "كان خلاص البيت على وشك انه هينهار، حتى الطلبات مكنتش بعرف اطلبها أونلاين، بس حماتي الله يباركلها هي اللي ساعدتني".

منذ اليوم الثالث من مرض الزوج، جاءت حماة آلاء البالغة من العمر 55 عاما ولم تخشَ العدوى من نجلها، عزلته في غرفة بمفرده، وقامت بواجبات الزوجة مع زوجة ابنها طوال شهر كامل، "مكناش بنخرجه عشان الأطفال ومامته، بس هي اللي كانت بتعمل كل حاجة بتخدمه وتخدمني وتخدم أحفادها حاجة معملتهاش أختي".

طلبات البيت، والطبخ والتنظيف وطلبات الزوج والاطمئنان عليه كلها تجرى بواسطة الحماة، والتي كانت بدورها تأخذ كافة احتياطات السلامة لنفسها وآلاء من تعقيم وتطهير وارتداء ماسك 24 ساعة، "والحمد لله جوزي خف وبقى كويس ولسه عازل نفسه، واحنا متعدناش، وهي بردو رافضة تمشي لحد ما أنا لكون كويسة".