رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

سافرت إلى 24 دولة.. "يسرا" تطوف العالم لإحياء صناعة النول

كتب: غادة شعبان -

03:03 م | الأحد 01 مارس 2020

يسرا حمودة

هدفها إحياء التراث المصري، على كل المستويات والأصعدة، أنشأت العديد من المبادرات، ولعل أهمها مبادرة "بالعربي فلسفة"، التي أسستها قبل عامين، لإتاحة التعرف على الفلسفة وتقديمها بطريقة مبسطة.

بدأت في إعطاء محاضرات مكثفة داخل أرجاء القاهرة وخارجها، ليزداد تطلعاتها لإنشاء علامة تجارية لإحياء الزي المصري القديم، وهو ما جعل يسرا حمودة، صاحبة الـ26 عامًا، معيدة قسم الفلسفة بالجامعة الأمريكية، تنشئ أول شركة مصرية تحمل اسم "بلدي"، للحفاظ على صناعة "النول"، من الاندثار.

قبل 13 عامًا، عشقت يسرا الأزياء، وظلت تبحث عن كتب تمكنها من التعرف على التراث، حتى عثرت على كتاب مفهوم القوة الناعمة، الذي شكل شخصيتها، وإيمانها بالمحافظة على التراث، ما جعلها تُقدم على شراء الملابس الفرعونية والتجول بها خلال الطرقات والأماكن العامة، لتقرر في إنشاء علامة تجارية لها أطلقت عليها، "بلدي".

رحلة طويلة في 24 دولة لكشف خبايا التراث  

وذكرت يسرا تفاصيل علامتها التجارية خلال حديثها لـ"الوطن"، قائلةً: "كان يشعر البعض بالصدمة فور رؤيتي بالملابس الفرعونية، داخل الجامعة أو النادي، ما جعلني أُقدم على اتخاذ جولة حول العالم، لمعرفة خبايا وتراث كل دولة، حيث سافرت 24 دولة، في شتى القارات، واكتشفت أن هناك بعض الدول لا تزال تحتفظ بالتراث الخاص بها".

حاولت يسرا تغيير المعتقدات الخاطئة لدى البعض، الذين يفضلون الصناعات الأوربية عن المصرية، "هو وسيلة للعب على الأفكار المجتمعية الخاطئة التي تعطي الأولوية للمستورد، لما بنحب نبرز مساوئ شيء ما بنطلق عليها اسم (بلدي)، وهو ما يُفقد الشخص هويته، وهو شيء مهين".

يسرا تُعيد التراث الفرعوني واليوناني والروماني من خلال النول

اتخذت يسرا من الحروف الممزوجة من الرسومات المتحفية الإسلامية والقبطية والفرعونية القديمة، شعارًا لها، "حاولنا الإلمام بموروث مصر المختلف كاليوناني والروماني والمصري القديم، من خلال الأزياء القبطية والسيناوية والإسلامية والبدوية والنوبية، إنقاذًا لصناعة "النول"، المتواجد في أخميم، والمعرض للاندثار خلال الـ10 سنوات المقبلة، حيث يعمل بها على مستوى محافظات مصر نحو 300 فرد، وتخطى أعمارهم الستين عاما".

استعانت يسرا، بأساتذة جامعيين في الإلمام بشتى المعلومات عن تاريخ الأزياء، خلال حقبة القدماء المصريين، "بنشتغل على مستويات كثيرة، وباخد من التصميمات التي تم وضعها داخل الكتاب كمرجع للتصميمات وإعادة تطويرها حتى تتناسب مع العصر الحالي، من خلال استخدام قماش من أخميم، في صناعة (النول)، والتي يرجع عمرها لـ7 آلاف سنة، والتي كانت بداية لصناعة النسيج في العالم، حيث نعمل على إنتاج ملابس متميزة مقتبسة من تصميمات وصناعات وحرف مصرية أصيلة وإحيائها بشكل عصري يتناسب مع الموضة".

تستغرق يسرا برفقة فريق العمل، ثلاثين يومًا لإعداد وتنفيذ المنتج، والتي تبدأ بوضع صورة أولية مرفقة باسكتشات من الكتاب الذي استغرق نحو 3 أشهر لإعداده، "ابتديت المشروع بجهد ذاتي، وفي فريق عمل مكون من شخص مسؤول عن السوشيال ميديا والإعلانات، ومصممي الأزياء والجرافيك، إلى جانب وجود أشخاص من كل التخصصات الخاصة بالآثار والتاريخ، سواء الفرعوني واليوناني والقبطي والروماني، بيتم العمل على الجزء التراثي والتاريخي الخاص بالمشروع، ويدخل في مرحلة التنفيذ على القماش بعد الرجوع لمصمم الجرافيك ثم الانتهاء من اختيار القماش".

كعادة المصريين، يحاولون انتقاد ما هو جديد، وبالرغم من إعجاب الكثيرين بالفكرة التي يطرحها، "بلدي"، إلا أن هناك بعض الجوانب السلبية التي وجهت له، كعدم تقبلهم الخروج بالملابس الفرعونية والقبطية في الأماكن العامة، معتبرينها شيئًا خارج عن المألوف، وتثير السخرية، "الناس ابتدت يكون عندها وعي وإعجاب بالفكرة، وفي تجاوب مع الماركة، ولكنهم في حالة صدمة من فكرة هتلبس ده ازاي في الشارع".