رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"نفسي يتعمله تمثال".. ابنة نجيب الريحاني تسترجع ذكرياتها مع والدها: أول راجل في حياتي

كتب: يسرا محمود -

10:04 م | الأحد 09 فبراير 2020

جينا نجيب الريحاني

تزاحم التجاعيد ملامحها الأجنبية، المصحوبة بنبرة صوت مرتعشة، الدالة على تقدم عمرها، تحاول جاهدةً التحدث بكلمات عربية مفهومة، للإفصاح عن أسرار جديدة عن "أول رجل في حياتها"، الذي أسعد الملايين بفنه، راوية بفخر تفاصيل عن والدها الفنان الراحل نجيب الريحاني، في ذكرى ميلاده الشهر الجاري، باحثة عن سبل حقيقية لإحياء ذكراه المندثرة مع تتابع الأزمنة، راغبة في تخليد اسم "أيقونة الكوميدية المصرية".

جينا نجيب الريحاني: أريد نحت تمثال لوالدي   

"أهملوا سيرته وتاريخيه، وحاولت كتير أصلح الوضع بس مفيش فايدة".. بصوت متأثر وذاكرة مجهدة تبدأ جينا نجيب الريحاني الحديث عن "تراث والدها المهمل"، قائلة إن رحلة إحيائها تراث النجم الراحل، انطلقت منذ 20 عاما، لتجد أبواب وزارة الثقافة "مغلقة" أمامها، منذ عهد فاروق حسني، راغبة في نحت تمثال له، ووضعه في منطقة "شعبية" تشبه الحي البسيط الذي نشأ فيه بـ"باب الشعرية"، أو داخل ساحة تتميز بتوافد مواطنين من الطبقة المتوسطة مثل "حديقة الأزهر"، "إشمعنا معمول لأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب"، بحسب قولها.

لم تتوقف طموحات "جينا" عند نحت التمثال، ساعيةً لنشر كتاب عن سيرته الذاتية، والذي دونته خلال 3 سنوات متواصلة، "بس مفيش دار نشر راضية تطبعه لحد دلوقتي"، في ظل سعيها لوضع لوحتين تتجاوز كلا منهما المتر و50 سنتيمترا، تحملان في طياتهما تفاصيل حياته، وتعليقهما على قبره بمنطقة مصر القديمة، عقب انزعاجها من عدم التفات المارة لمدفنه بمنطقة مصر القديمة، المدون عليه جملة "عائلة نجيب الريحاني" باللغة الفرنسية، و"هعمل كده يوم 6 أغسطس في ذكرى وفاته، علشان كل الناس تعرف التاريخ الصحيح للراجل العظيم ده".

ابنة الريحاني: "الفنان عرف والدتي في فرنسا"

الحديث عن سيرة والدها، جعل الذكريات تتدافع داخل رأسها، لتحكي كواليس قصة حب "الريحاني" ووالدتها الفنانة والراقصة الألمانية الحاملة للجنسية الفرنسية لوسي دي برناي، التي التقى بها في أحد الملاهي الليلية بباريس عام 1917، ليعرض عليها العمل معه في فرقته المسرحية في مصر، ثم نشأت بينهما مشاعر عشق، لكنها اكتشفت "امرأة واحدة لم تكفِه"، حيث استمتعت إلى "مغامراته العاطفية" مع نساء آخريات من صديقتها الفنانة زينات صدقي، المجيدة للغة الفرنسية.

الغضب والغيرة تملكا من "دي برنادي"، مقررة تركه والعودة إلى أوروبا، مستكملة مسيرتها الفنية، تاركا له خطابا طويلا، تشرح خلاله ضجرها من عدم إخلاصه لحبهما، وقرارها بإنهاء تلك العلاقة حفاظا على كرامتها وكبريائها، اللذين انتهكهما بمعرفته بغيرها، وفقا لما قالته "جينا".

15 عاما فارقت خلالها "لوسي" حبيبها "نجيب"، الذي سافر إلى فرنسا مرات عديدة، بحثا عنها دون جدوى، حتى أخبرته جارتها أنها تزوجت من رجل ألماني، ليعود حزينا إلى وطنه، منشغلا بعمله، حتى تعرف على المطربة بديعة مصابني، التي تزوجها بحضور "قسيس" وشاهدين فقط بدون عُرس، ما يبرهن عدم هيامه بها، من وجهة نظر "جينا".

الصدفة جمعت الفنان بمحبوبته الفرنسية في العقد الرابع من حياته، ليتجدد حبهما ويتزوجا زواجا مدنيا في فرنسا، إلا أن الحرب العالمية الثانية، وبعض الظروف العائلية، منعت "جينا" من رؤية أبيها والتعرف عليه، حتى زارها في فرنسا عندما أتمت 9 سنوات، لتبدأ علاقتهما الوطيدة.

جينا: "أمي كانت شديدة أوي.. وأبويا أحن راجل في العالم" 

الأب حاول تعويضه ابنته الوحيدة عن سنين غيابه، فكان يقضي معها الإجازة الصيفية، ويتنزهان سويا في الحدائق بباريس، ويسرد لها القصص ليلا لتنام على صوته، ويتوجهان إلى المسارح الفرنسية، فضلا عن زيارة المكتبات، للاطلاع على التطورات الجديدة عن الفن المسرحي، لتطوير عمله في مصر، "كان بيعشق الفن، بس رفض بشدة إني أمثل أو خاف عليا من المجال الفني"، في ظل صرامة والدتها المنتمية لمواليد برج الأسد، الذي يتميز أصحابه بالشدة والقوة "مكنتش بتتناقش معايا، وكانت شديدة في تربيتها".

خلال مواسم الشتاء، تسافر تلك الأسرة الصغيرة للإقامة "سرًا" في شقته بمنطقة جاردين سيتي، "مكنش لازم بديعة تشم خبر، وإلا كانت هتحصل مشاكل، ويتضر في شغله"، إلا أن "جينا" ووالدتها استقرا في فرنسا في السنوات الأخيرة من حياة "الريحاني"، الذي فارق الحياة بعد أن تجاوزت ابنته الـ11 ربيعا.

لم تتمكن "جينا" من رؤية والدها خلال مرضه، الذي أعقبه الموت، وسط حزنها الشديد عليه، وظلت تشاهد كل أعماله الفنية حتى حفظتها عن ظهر قلب، وانتقلت للعيش في مصر في عمر الـ18، وتقيم حاليا في الإسكندرية، "بس دلوقتي مش بتفرج عليها علشان معيطش، ومعنديش تليفزيون في بيتي"، مختتمة حديثها: "نفسي كل الأسر تعرف ولادها تاريخ أبويا العظيم، وتفضل سيرته للأبد".