رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

بفستان "كوجاك" والشعر الأبيض.. "نهوت" أول موديل في الأربعين

كتب: دينا عبدالخالق -

11:37 ص | السبت 28 ديسمبر 2019

نهوت علي

بعد تحضيرات عديدة، وبينما تتصارع دقات قلبها، وقفت بهدوء ورقي شديد بفستانها الأنيق الذي يتناسب مع جسدها المتناسق، المُصمم بإتقان من الفنان مهند كوجاك، أمام كاميرات عدة يلتقطون صورها، لترفع بيدها خصلات شعرها البيضاء التي أكسبتها جمالا من نوع خاص، لتكون أول "موديل" في مصر، تجاوزت الـ48 من عمرها.

لم تخشى "نهوت علي"، كونها أما لشابين وتشغل منصب مديرة مكتب الرئيس التنفيذي لمدينة "الجونة" حاليا، خوض تجربة أن تكون عارضة أزياء وتخضع لأول جلسة تصوير بالنسبة لها، قبل أشهر قليلة من إتمام عامها الـ49، بل خاضت التجربة بشغف وولع "الأطفال"، لتحقق نجاحا يخطف الأنظار وتنهمر عليها العروض لتقديم أزياء أخرى عديدة لماركات شهيرة.

أناقتها وجسمها الرياضي المتناسق وشعرها الأبيض، كان المميز في الأم الأربعينية، لتمزج بين عمرين مختلفين، حيث إنها منذ نشأتها بمنطقة مصر الجديدة، مارسات عدة رياضيات، منها "البالية" لتبرع في "السباحة التوقيعية" وتصبح حكما فيها، بينما كانت في السادسة عشر من عمرها، بجانب دراستها في واحدة من أكبر المدارس الفرنسية بالقاهرة.

لم تتمكن "نهوت"، من الالتحاق بكلية السياحة والفنادقة التي كانت تتمناها، وإنما لـ"التجارة"، لتحرص خلال أعوام الدراسة على العمل في مختلف الفنادق الشهيرة بمصر، كما حصلت على تدريبات رفيعة المستوى بسويسرا على نفقتها الخاصة، ما أهلها للتدرج في مناصب مميزة بالفنادق، حتى أصبحت مديرة أحدها، ثم مراقب جودة لمدى 20 عاما، بينما رزقت بنجليها "حسن وعُمر".

ومن القاهرة إلى الغردقة، انتقلت أسرتها بكاملها عام 1994، لتنضم لفريق فندق عالمي آخر بها، فيما التحق أبناؤها بمدارس في الجونة، لتقرر بعد أعوام تغيير مجال عملها، والالتحاق بإحدى مؤسسات التنمية المجتمعية لمدة 5 أعوام، ثم إلى شركة "أوراسكوم"، لتكون مديرة إدارة خدمة عملاء الشركة، حتى تولت منصبها الحالي كمديرة مكتب الرئيس التنفيذي للجونة.

قبل حوالي 6 أعوام، قررت "نهوت"، أن تتعلم السعادة على طريقتها الخاصة، فاتجهت للقراءة في مجال التنمية البشرية، ثم أدخلت مكتسباتها للعمل والعاملين معها، فاحتضنت الخرجين الجدد بخدمة العملاء في الجونة، لتجدهم جيلا متفتحا، وتنشأ بينها وبينهم علاقات صداقة مميزة بعيدا عن العمل.

"كانوا بيحبوا يصوروني وعملولي بايدج على الانستجرام، وبقى عندي فولورز كتير، وواحدة منهم كانت تعرف كوجاك فبعتتله صوري وأعجب بيا جدا وطلب اشتغل معاه رغم سني وشعري الأبيض".. هكذا بدأت علاقة "نهوت" بعالم الأزياء، لتلتقي بالمصمم العالمي وتخضع لجلسة تمهيدية من أزيائه، لتعود إلى القاهرة مجددا بعد أسبوع لتنفيذ الجلسة الرسمية.

فستان أبيض ضيق أنيق بدون ذراعين و"كاب" كالملائكة، كان الزي المُعد خصيصا للسيدة الأربعينية، الذي ما إن رأته حتى وقعت في حبه بشدة، وأيقنت أنه يتناسب مع شخصيتها، وتتأكد من مدى شغف وإخلاص "كوجاك" بعمله، لتقضي يوما مميزا مع الفريق الذي شجعها جميع أعضائه، ما خفف من وطأة القلق لديها وتصبح أكثر هدوءا وسعادة "كنت مبسوطة زي الأطفال، وأنا أصلا بحب اللبس وحبيته أكتر".

نجلا "نهوت" وأصدقاؤها بالعمل، شجعوها بشدة خلال تلك التجربة، ليتهافتون على مشاهدة الصور فور إرسالها لها، ليرسخ بداخلها معتقدها الدائم بأن "الكل حلو، مهما كبر عمره، وأنا دايما بشوف الحلو اللي حواليا، وأولادي شايفني أم فريدة".

فتحت الجلسة مجالا جديدا أمامها، لتنهال عليها عدة عروض، من جلسات تصوير وعروض أزياء وحوارات لصحف عالمية، لكن "نهوت" قررت أن تدرس "الأزياء" عن قرب، وتختار أعمالها القادمة بحرص: "هكسر القاعدة وهثبت أن كل ما نكبر نحلى.. ولسه في مجالات كتيرة مميزة لينا".