كتب: آية أشرف -
07:54 م | الإثنين 04 نوفمبر 2019
لا تستطيع التحرك، تزحف كالطفل الصغير، تتكسر عظامها كالزجاج مع كُل صدمة، أو حركة قوية، حتى إنها لا يمكنها قضاء حاجتها.
هبة سني، شابة في عُمر الـ 37 عاما، بجسد طفلة، بسبب ولادتها بمرض العظام الزجاجية، لم تنمُ عظامها عقب هذا الحد، تشوهات عديدة بالعظام، وإعاقة حركية، فضلًا عن ضعف عضلاتها بسبب تكرار الجبس الناتج عن الكسور المتكررة.
لا يمكنها الذهاب للمرحاض، تظل بالسنوات حبيسة منزلها لا يمكنها الذهاب لأي مكان، فالمرض الذي وُلدت به حكم عليها بأن تكون جليسة على مقعد متحرك، أو "سرير" تزحف عليه.
هكذا بدأت "هبة" حديثها مع "هُن" مؤكدة، أنها تعجز عن الذهاب، وتخشى الزحف حتى لا تصطدم وتنكسر عظامها، قائلة: "على طول لابسة بامبرز زي العيال، لازم حد يشيلني ويسندني ويغيرلي، ولو محصلش ممكن (أعمل حمام) في مكاني زي الأطفال".
وأضافت: "في ست بتساعدني وبديها فلوس على المساعدة دي، لكن الفترة الأخيرة انقطعت بسبب أخويا"، مستطردة: "أمي وأبويا ماتوا، وسابوني في شقة ورث ليا أنا واخواتي الاتنين، متجوزين بس لما واحد منهم انفصل رجع يقعد معايا، وطبعا وقتها اللي بتساعدني بقى صعب عندها إنها تجيلي بليل وهو قاعد".
وتابعت السيدة الثلاثينية: "أنا في الدور الرابع محبوسة، لو كنت في الأرضي كان سهل حد يشيلني يخرجني، أنا بقعد سنين مشوفش الشارع وأخاف أتحرك أتكسر".
وعما حققته من التعليم، قالت: "أمي الله يكرمها ودتني محو أمية وأنا 11 سنة، بقيت أعرف أقرأ وأكتب، وقلتلها خلاص، لأني لا هعرف اشتغل ولا أكمل حاجة".
واختتمت السيدة الزجاجية مستغيثة: "نفسي في أوضة وصالة، في الدور الأرضي تبقى بتاعتي".