تعد قضايا الخلع والطلاق بـ محاكم الأسرة من القضايا الشائكة والحساسة، التي يشهدها مجتمعنا في الوقت الحالي، فلم تعد أسباب الخلع والطلاق والنفقة كما كانت في السابق بل تطورت لتصبح لأسباب غير معلومة في بعض الأحيان، وأخرى وسط تبريرات تبدو غريبة، وبعضها بسبب حالة تدني الأخلاق التي وصل إليها مجتمعنا.

"جوزي حبسني في البيت وقفل عليا بالمفتاح وخد المفاتيح ونزل عشان محضرش الامتحانات والسنة تضيع عليا، مع اننا متفقين قبل الجواز أني هكمل الكلية وأحضر دراسات عليا كمان"، كانت هذه أولى كلمات "هدير.ص" صاحبة الـ 23 عاما أمام محكمة الأسرة بالزنانيري، بعد رفعها قضية خلع ضد زوجها حملت رقم 1133 لسنة 2019.

تقول هدير لـ "الوطن"، إنها تزوجت من أحد أقاربها بعد فترة خطوبة استمرت 9 أشهر، واتفقوا على أن تكمل آخر سنة لها بالكلية وهي في بيته، ولكنها تفاجأت بعد الزواج برفضه التام لإتمام دراستها ومنعها من دخول الامتحانات: "قالي ملوش لازمة وهتعملي ايه ايه بالشهادة كله محصل بعضه، ومصاريف على الفاضي، وأما صممت على حضور الامتحانات، لقيته حابستي ونزل راح شغله ومردش عليا حتي لحد ما معاد الامتحان فات".

تتابع صاحبة الـ 23 عاما حديثها، بأنها لم تفهم تصرفه، ولا الهدف منه، وخاصة أنها لم تحمله نفقات السنة الدراسية بل تكفل بها والدها وسدد لها المصروفات الدراسية، وثمن الكتب، موضحة أنها لم تقصر في بيتها أو واجبتها الزوجية، وبرر فعلته هذه بانها أصبحت سيدة متزوجة ولن تفيدها الشهادة الجامعية بشيء: "أنا معرفش انتي مموته نفسك على الكلية ليه عايزة تروحي تشوفي مين هناك، يعني أما تكملى دراستك هتتخرجي تشتغلى، ولا حتى لو في شغل، هسيبك تشغلي، فوقي لبيتك وحياتك ومتعمليش مشاكل تافه ملهاش لزمة، ما أنا قدامك أهو معييش شهادة، ممتش يعني".

لذلك قررت هدير، بحسب قولها، أن تقيم دعوى خلع ضد زوجها بعد رفضه تطليقها ونقد كل الوعود التي وعدها إياها قبل اتمام الزواج، وما زالت الدعوى تنظر أمام المحكمة.