تمتلئ محاكم الأسرة بالآلاف من النزاعات العائلية التي تنظر يوميا للفصل فيها، وقد تطول مدتها بسبب الثغرات القانونية الموجودة ببعض مواد التشريع، التي تجعل من محاكم الأسرة متاهة قانونية، خلف اللافتة التي استقر عليها ميزان العدل.

"الإهانة والمعاملة السيئة"، كان ذلك شعار مأساة حكتها زوجة بالغة من العمر، بعد أن طردها زوجها ورفض تطليقها، لزواج والدتها في سن الـ50 عامًا.

"جوزي بهدلني وطردني من البيت وقالي أنت فضحتوني قدام الناس، وكل ده عشان أمي اتجوزت عمي، وفي الآخر قالي متقعديش في بيتي"، هكذا بدأت "إسراء.ح" سرد مشكلتها أمام محكمة الأسرة بمدينة سمنود بالغربية.

تقول إسراء لـ "الوطن"، إنها تزوجت منذ عامين من أحد جيرانها يكبرها بـ 9 سنوات وكانت حياتهم الزوجية تسير على النحو الطبيعي، إلى أن بدأ زوجها يهتم بحياة والدتها الخاصة، ويتدخل بها، فنشأت بينهما العديد من المشكلات التي كانت دائما ما تنتهي بطردها من البيت، وبعدها تذهب إليها حماتها وتصلح فيما بينهما.

تطور الأمر في أحد الأيام، ومنعت الزوجة من الذهاب  لوالدتها على خلفية إحدى المشكلات،: "كان بينا مشاكل كتير بسبب أمي ومنعني أروح عندها، وقعدت 4 شهور مروحلهاش وهي ملهاش غيري، وعايشة لوحدها، بس هو مقدرش حاجة زي كدا وأما عرف إنها هتتجوز عمي، قعد يقولي هتفضحني وهي في وشي، الناس هتقولي حماتك اللي عندها 51 سنة راحت اتجوزت، وهيعملوني تريقة القعدة". 

تتابع صاحبة الـ 30 عاما، حديثها بأن زوجها بعد علمه بزواج والدتها طردها من شقتها، "قالي كدا الكلام اللي الناس كانت بتقوله عليها صح، وإن عمك كان داخل طالع عليها ليل ونهار، الست اللي تتجوز في السن دا تبقى مش مظبوطة".

وأوضحت إسراء، أنه بعد زواج والدتها حاول العديد التوسط للصلح بينها وبين زوجها، إلا أنه رفض تماما بحجة "إننا فضحناه قدام الناس"، ورفض تطليقها فقررت أن تقيم ضده دعوى خلع، حملت رقم 713 لسنة 2019، وما زالت تنظر الآن أمام المحكمة.