رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

تظاهرات نسوية في تركيا.. شرارة موت أمينة بولوت تشعل النار بوجه حزب أردوغان

كتب: ماريان سعيد -

12:42 م | الأحد 29 سبتمبر 2019

جانب من مظاهرات تركيا - صورة أرشيفية

"امرأة واحدة" كان من الممكن أن يكون موتها مجرد خبر متكرر في صحف تركيا تمر عليه أعين القراء مرور الكرام، لكن نشر مقطع فيديو لـ أمينة بولوت وهي تقتل على يد طليقها، لم يمر مرور الكرام، بل فجّر قضية من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع التركي دون حلول، وهي "العنف ضد النساء".  

رغم مرور أكثر من شهر على الحادث إلا أنه لا يزال بمثابة الشراراة التي فجرّت قضايا غفل عنها نظام أردوغان لسنوات، فخرجت مئات النساء التركيات في أسطنبول في تظاهرة نسائية، أمس للتنديد بالاعتداءات الجنسية والعنف التي تتعرض له المرأة في تركيا، محملين حكومة العدالة والتنمية المسؤولية الكاملة في التراخي والعجز عن مواجهة هذه الظاهرة، التي تتفاقهم يوما بعد يوما.

وحسب التقارير الإعلامية والمنظمات الحقوقية المحلية، المدافعة عن المرأة، وتعاني النساء في تركيا من التعرض لكل أشكال جرائم العنف، إذ تقول إحصائيات الأمم المتحدة إنَّ 40% من النساء الأتراك يتعرضنّ لعنف بدني أو أسري من شريك الحياة، حسب "سكاي نيوز".

وحسب "فرانس برس"، سارت المتظاهرات في حي كاديكوي في القسم الآسيوي من المدينة. وأطلقت المتظاهرات الغاضبات هتافات مناهضة ورافضة للعنف مثل "أوقفوا قتل النساء"، و"لا تتفرجوا على هذا العنف، افعلوا شيئا لوقفه". واعتبرت المتظاهرات أنَّ تغاضي السلطات التركية وعدم التصدي لظاهرة الاعتداء ضد المرأة، هو السبب الرئيس وراء انتشار واستفحال هذه الظاهرة. 

وتشهدت تركيا من وقت لآخر حوادث عنف متكرر تتعرض لها العديدة من النساء، أحدثها حادثة مينة بولوت، التي ماتت طعنًا بكسين من قبل زوجها إثر شجار بينهما حصل في مقهى في مدينية كيريكالي في وسط البلاد أمام ابنتهما البالغة العاشرة من العمر.

قصة مقتل أمينة بولوت

وفي شهر أغسطس الماضي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بخبر إقدام رجل تركي على قتل زوجته أمام الملأ في مطعم بمدينة كيريكال التركية، ةأقدم مواطن تركي على قتل طليقته بطريقة وحشية وبشكلٍ عنيف داخل مطعمٍ خلال تواجدها مع طفلتها البالغة من العمر 10 سنوات، في جريمة جديدة تضاف لسلسلة جرائم العنف ضد المرأة مؤخراً في تركيا، حسب "العربية نت".

نقلت الضحية إلى المستشفى لكنها لم تنج بسبب جروحها، رغم جهود الأطباء، وحالما عثر على فدائي باران ألقي عليه القبض في منطقة بهسيلي وأمر القاضي بإيداعه الحبس المؤقت، في انتظار محاكمته. ووفقا لتصريحاته للمحكمة، فقد طعن طليقته بسبب شجار معها. وقال للمحكمة "لقد شتمتني عندما كانت تتحدث معي عن حضانة ابنتنا، فطعنتها بسكين أحضرته معي"، وقد طالب مكتب المدعي العام بالسجن المؤبد، حسب "فرنس برس".

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، شريطًا مصورًا يوثق الجريمة التي ظهرت فيها الضحية أمينة بولوت (38 عاما) مطعونة عدّة طعنات في عنقها بينما الدم يغطي ملابسها وهي تردد أمام طفلتها المصدومة: "لا أريد أن أموت"، لترد عليها الطفلة المرعوبة من هول المنظر وهي تمسك برأس والدتها وتبكي: "أمي أرجوكِ لا تموتي".

واعترف القاتل فيداي باران (43 عاما) أمام الشرطة التركية بجريمته التي وثقتها كاميرات المراقبة المتواجدة في المكان، وقال: "قتلتها بالفعل وذلك بعد طلاقنا الذي حصل قبل 4 سنوات، لأنها أهانتني بعد خلافات بيننا على حضانة طفلتنا".

إدانات واسعة

ولاقت الجريمة التي أقدم عليها الزوج السابق ببرودة أعصاب ووحشية، ردود أفعال كثيرة في تركيا، حيث أدانها أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية اسطنبول الجديد. وكتب في تغريدة على موقع تويتر": "لا أريد أن أموت، في الواقع هي صرخة جميع النساء اللواتي قُتلن".

وأضاف: "أمي من فضلك لا تموتي، هذه دموع جميع الأطفال اليتامى"، متابعاً: "لقد فقدنا أمينة بولوت نتيجة عنف الذكور، نحن نقف إلى جانب النساء والأطفال في حربهن ضد العنف، وسنظل كذلك".

وكتبت نقابة الصحفيين التركية: "ندعو جميع زملائنا إلى أداء مهنة الصحافة بأخلاق وليس البحث عن عدد زيارات مرتفع لمقالاتهم، فقط لكي تسمع صوت النساء اللواتي يقلن "لا نريد أن نموت".

وقالت الممثلة هازال كايا، الشهيرة في دورها بمسلسل فريحة:  "ليست العائلة هي المقدسة بل حياة الإنسان! وليس علينا أن نقاوم الطلاق، بل قتل النساء! هذا هو الترويع الذكوري وهكذا يجب تسميته! سجلنا خسائر كثيرة قبل أن يُفتح النقاش، أنا منهارة من البكاء على هذه الطفلة، أوقفوا قتل النساء الآن!".

وانتشر المقطع المؤثر بكثافة على موقع "تويتر"، ودشن المغردون هاشتاج  #Eminebulut باسم الضحية، واستذكروا حالات من العنف الأسري التي حصلت خلال الشهر الجاري، مطالبين الحكومة والمسؤولين باتخاذ أقصى العقوبات للحد من تكرار هذه الجرائم وفرض قوانين إضافية لحماية المرأة وأطفالها.

العنف ضد النساء في تركيا

وخلال الأشهر الثمانية الأخيرة قتلت 284 امرأة في تركيا بينهنّ 40 خلال شهر أغسطس وحده، كما قتلت 440 امرأة خلال العام 201، بحسب تقديرات المنظمات المدافعة عن حقوق النساء في تركيا.

بينما قُتلت 409 نساء على أيدي شركائهنّ أو أحد أعضاء العائلة عام 2017 وحده، بزيادة قدرها 75% عن عام 2013، وفقًا لمنظمة رقابية تدعى "سنوقف قتل النساء"، حسب "فرانس برس".