علب كبريت، مناديل جيب، أسفنج، وأحذية قديمة، مزيج من الأشياء التي لا علاقة لها ببعضها، تفترش بهم "عزيزة" الأسفلت نهاراً، في منتصف سوق "باكوس" شرق الإسكندرية، وبين فروشات الخضروات والفواكه والملابس وغيرها، تسأل المارة الشراء منها لتتمكن من توفير قوت يومها، قبل أن تبحث عن "رصيف" ترقد عليه ليلاً، في انتظار أيهما أقرب، شمس يومٍ جديد، أو ملك الموت.

"أكتر من 10 سنين بنام على الرصيف وبالنهار ببيع أي حاجة علشان أقدر أكل والعلاج ولاد الحلال متكفلين بيه" هكذا وصفت "عزيزة عبدالعال"، 65 سنة، حالها، الذي ظلت عليه لسنوات طويلة، لتسأل الله في الأكل والشرب نهاراً، وتسكن الأرصفة ليلاً، موضحة إن لديها أبناء يعانون ضيق الحال والمرض مثلها ولا يستطيعون تحمل مصاريفها، ولا تستطيع هي مساعدتهم: "كأننا عيلة انكتب عليها المرض والشقى والفقر وملناش غير ربنا".

وأضافت "عزيزة" لـ"الوطن"، أن لديها ابنة متزوجة ولديها 3 أطفال وزوجها مريض بـ"الشلل"، وتعمل من أجل الإنفاق علي علاجه وعلاج أبناءها، ولا يوجد في منزلها مكان لإيواءها، وأيضاً لديها شاب يبلغ من العمر 25 سنة ولكنه مريض ويسكن الشارع والرصيف معها ولا يستطيع العمل، لافتة إلى أن أحد أبناءها توفي بالمرض ولم تستطيع إنقاذه، أو تكفينه، والتجار هم من تكفلوا بجنازته.

وأشارت إلى إنها تعاني من أمراض "السكري، وضغط الدم، والربو"، ومن حولها هم من يتكفلوا بشراء العلاج لها، لأنها لا تملك من المال ما تشتري به سوى طعام وجبة واحدة في اليوم، متمنية أن يكون لديها سكن، ولو حجرة واحدة، تستطيع أن تغفل بها ليلاً في أمان وراحة، حتى تُنقل إلى مثواها الأخير.