رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"آلام المرأة التي لا تُرى".. حين تغيب الأرقام التي ترصد المعاناة

كتب: محمد حسن عامر -

04:11 م | الإثنين 11 مارس 2019

صورة أرشيفية

"الغريب أنّ المرأة ليست أقلية بل هي الأغلبية، لكن رغم ذلك يجب أنّ تعيش في مجتمع مبني حول الرجال".. كلمات جاءت في كتاب تحت عنوان "النساء غير المرئيات" للكاتبة البريطانية كارولين بيريز، التي سلطت الضوء على المعاناة التي تعيشها المرأة خاصة في بريطانيا، لكنها غير ظاهرة أو غير مرئية لكثيرين.

حملت الكاتبة، بحسب تقرير اليوم لصحيفة "جارديان" البريطانية، دعوة إلى أنّ يكون هناك رصد للأمور المتعلقة بالمرأة وإظهارها إلى النور، وضربت مثالا أنّه في العام 2017 عندما تم إعداد إحصاءات بشأن رواتب موظفي هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تم اكتشاف الفجوة الكبيرة في الأدوار بين الرجال والنساء لمصلحة الرجال.

وتقول الكاتبة إنّ الواقعة وضعت رواتب الرجال تحت دائرة الضوء، وكان لهذه الواقعة أثر مباشر، إذ تم رفع رواتب النساء اللواتي كان يتم تجاهلهن بين ليلة وضحاها، ما يؤكد بحسب الكاتبة أنّ الإحصاءات مهمة ولها تأثيرها الخاص، إذ قدمت مجموعة من البيانات والأرقام بشأن أوضاع المرأة، وكيف جاءت متحيزة للرجل.

وتتحدث بيريز، عن معاناة المرأة وتقول: "هذه ليست حقائق تصدم النساء، نحن نعلم أنّنا كنساء نتقاضى أجورا أقل من الرجال، وأننا نقوم بعمل أكبر من الرجل لا نتقاضى عليه الأجر المناسب، ونعلم أنّنا نقف طوابير طويلة للحصول على أمتعتنا، ونعلم أنّنا ضحايا للعنف المنزلي".

وأضافت الكاتبة، أنّه "رغم أنّنا نعلم ذلك كنساء، يجب أنّ يتم إدراج ذلك في شكل أرقام لنعرف درجة الألم والبؤس التي تعيشها المرأة، هذه النسبة تعطي مؤشرات لفهم هذه المعاناة وسبل مكافحتها".

ومن بين الأرقام والنسب التي ترصدها الكاتبة، تقول إنّ 53% من النساء في بريطانيا أكثر حرصا والتزاما بقواعد العمل عن الرجال، وعالميا فإنّ واحدة من كل 3 نساء تفتقر إلى مرحاض آمن، وشركات السيارات أخذت وقتا طويلا لتزود السيارات بالحماية من الصدمات في حال كانت التي تقود السيارة أنثى.

وتقول الكاتبة إنّ "النساء هنّ الأغلبية على الإطلاق في كل مكان، لكن رغم ذلك فإنّهم يعيشون في مجتمع وكأنّه مصمم حول الرجال، على سبيل المثال عدم وجود مصابيح كافية في الشوارع تجعل السيدات تشعرن بالأمان، وغياب مرافق رعاية الأطفال في أماكن العمل، كأن كل شيء تقريبا تم تصميمه من أجل الرجل".

وتضيف بيريز، أنّ الأمر ليس متعلق بتزويدنا بمصابيح أكثر في الشوارع أو توفير أماكن لرعاية الأطفال في أماكن العمل، بل إنّ تغيير البنية التحتية أمر حيوي، لكن ليس هذا فحسب، علينا أنّ نرى هناك تغيرا في السلوك الفعلي للرجال.

وتتساءل الكاتبة: "إذا لم يحدث هذا؟، هل علينا أنّ نقبل العيش في مدن بقاعدة أنّ هناك نسبة من الرجال متوحشين تجاه الجنس الآخر؟، أم أنّه يجب أنّ نطلب من الرجل أنّ يكون أفضل حتى تشعر المرأة بالأمان في كل مكان؟، هل يجب تزويد أماكن العمل بأمور تساعدها للعودة إلى العمل ورعاية الأطفال؟، أم أنّه يجب أنّ يكون هناك مسؤوليات متساوية في رعاية الأطفال بين الرجل والمرأة، وأنّ تكون مشكلة رعايتهم مشكلة للطرفين وليس للمرأة وحدها؟.

وطالبت الكاتبة، أنّه في النهاية يجب أنّ يكون هناك مزيد من التغيير في عقلية الرجال حيال النساء، وقالت: "نحن لا نريد مصابيح إضافية لنشعر بالأمان، يجب أنّ يكون هناك تغيير في العقلية والسلوك والمواقف، هؤلاء الذين يتجاهلون المرأة يجب أنّ يكونوا جزءا من الحل".

وتضيف: "المرأة تستطيع فعل أشياء كثيرة وتولي وظائف بشكل بناء، يجب أنّ يكون لها تمثيل في كل عمل، سواء ذلك داخل المنزل أو خارجه"، وتؤكد الكاتبة أهمية أنّ تكون تلك الأمور محصورة في أرقام وبيانات.