رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

ما بين الترحيل والاستغلال.. مأساة عاملات المنازل في بريطانيا

كتب: حاتم سعيد حسن -

08:17 ص | الأربعاء 16 يناير 2019

صورة أرشيفية

تواجه العديد من النساء العاملات في المملكة المتحدة وعود لا تتحقق أبدًا، ودوما ما يواجهن أصحاب عمل يستغلونهن ويسيئون إليهن، وحكومة ترغب فقط في ترحيلهن.

نراهم أحيانًا في المطابخ ودور الحضانة للأثرياء ونادرًا ما يتم تقديم النساء، ومعظمهن فلبينيون، بالاسم، فهم يأتون إلى المملكة المتحدة مع وعد بالدخل وساعات منتظمة للعمل، ويعملن بوظائف كمدبرات منازل أو مربيات لإرسال الأموال إلى أسرهم في وطنهم، لكن هناك لعديد منهن يتعرضن لواقع مختلف ويشكل لهم صدمة.

ووفقا لجريدة "الجارديان"، هناك ما يقرب من 19 ألف شخص في المملكة المتحدة يشكلون معًا مهاجرين تحت التهديد، وقد غيرت حكومة المملكة المتحدة القانون في عام 2012 بحيث يمكن للعمال بالمنازل المهاجرين أن يأتوا إلى المملكة المتحدة فقط على تأشيرة غير قابلة للتجديد لمدة 6 أشهر وتربطهم بأحد أصحاب العمل المسمى.

وهذا يعني أنه إذا كان صاحب العمل هو مستغل أو مسيء، فإن وسائلهم الرئيسية لترك العمل والانتقال إلى صاحب عمل آخر تكون مغلقة أمامهم.

وتقول ميل وهي عاملة في أحد المنازل تبلغ من العمر 36 عاما، من الفلبين، إنها حضرت إلى لندن عام 2009 من قبل عائلة سعودية، وكان عقدها براتب بقيمة 1500 جنيه إسترليني شهريًا وفي الواقع لم تأخذ أي شيء وعملت معظم الأيام من الساعة 6 صباحًا حتى 1 صباحًا على الأقل، وكانت تنام في غرفة الغسيل، و بعد 4 سنوات، تمكنت من الهرب بمساعدة صديق فلبيني كان عضوا في صوت عمال المنازل، وهي مجموعة مساعدة ذاتية ومنذ ذلك الحين، كانت غير موثقة.

وتتساءل "ميل" لماذا يجب أن يكون الهروب من صاحب العمل المسيء جريمة؟، ولكن بعد 5 سنوات من فرارها من عائلتها المضيفة، طبق القانون معها، ففي الساعة 7.45 صباحا في صباح بارد من شهر ديسمبر، سمعت ميل قرع بصوت عال على بابها الأمامي، وفتحته لتجد أربعة من موظفي الهجرة قاموا باعتقالها ونقلوها في سيارة بيضاء إلى بيكيت هاوس، وهو مركز للإبلاغ عن الهجرة قرب تاور بريدج في لندن، حيث تم تصويرها وأخذ بصماتها ودعوها للعودة طواعية إلى الفلبين، وتقول ان مجرد العودة إلى الوطن ليس خيارًا فستكون أرباحي ضئيلة جدًا لدرجة أنه لا توجد وسيلة تمكنها من دعم أطفالها.

وتقول لوسي، البالغة من العمر 46 عامًا، وهي تبكي وتتحدث عن أطفالها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و18 و13 عامًا، والذين لم تراهم منذ 7 سنوات، بسبب صاحب العمل الذي يتظاهر بتجديد تأشيرة دخولها، ولكنهم لم يفعلوا ذلك أبدا، وحثها زوجها في الفلبين على العودة إلى المنزل، ولكن عندما رفعت قضيتها إلى المحكمة العليا، قالت: دعنا ننتظر، ثم مات زوجها، وتقول لوسي: " كنا متزوجين لمدة 23 عامًا، لقد جننت، كنت أفكر في الانتحار "الآن أنا على ما يرام، لكنه أمر محزن للغاية وتعمل لوسي الآن "تحت الأرض"، لصاحب العمل الذي يدرك موقفها لكنه يدفع لها أجرًا.

وبعد الضغط من قبل VODW، ونقابة Unite وKalayaan ، وهي جمعية خيرية للعاملات بالمنازل، كلفت الحكومة بإجراء مراجعة مستقلة لسياسات التأشيرات المحلية في المملكة المتحدة عام 2015، ووجدت المراجعة أن تأشيرة الدخول لصاحب عمل معين قد زادت من هؤلاء النساء ويعتبر "استغلالاً"، يعيشون خارج نطاق القانون ويزيد من تعرضهن لمزيد من الانتهاكات، وأوصى صاحب التقرير "جيمس إيوينز" بحق غير مشروط لعمال المنازل المهاجرين في تغيير صاحب العمل والحق في التقدم بطلب تمديد سنوي لتأشيرتهم لمدة أقصاها سنتان ونصف.

وتمت إحالة مشكلة ميل إلى NRM، ومع ذلك تبقى لوسي مشكلتها غير موثقة، بكل معنى الكلمة، وترى أن المملكة المتحدة بعيدة عن الوطن.

الكلمات الدالة