رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"إحنا مش شحاتين".. معاناة سيدة رفضت السفر للخارج وعاشت مع زوجها

كتب: سمر إيهاب -

09:42 م | الإثنين 14 يناير 2019

أسرة سمية

"هاتي عيالك الاتنين وهحجز لك تذاكر سفر على أول طيارة وسيبك من جوزك مابقاش ينفعك تاني يا بنتي بعد ما ضهره اتقطم".. لم يكن هذا مشهد من فيلمٍ وإنما جزء من حقيقة مؤلمة وواقع تعيشه سمية أسامة، 29 عامًا، السيدة التي رفضت مغريات والدها الذي حاول إبعادها عن زوجها القعيد بتسفيرها إلى الخارج معه.

تحملت سمية قسوة أهلها وأهل زوجها، الذين رفضوا علاج زوجها وطردهما مع طفليهما خارج المنزل، وتحملت أعباء أسرتها، فأصبحت رب الأسرة ومارست دور الأب والأم لطفليها، والممرضة لزوجها الذي تعرض لحادث سير أثناء عمله كعامل بخدمة توصيل الطلبات، وصدمته شاحنة مقطورة منذ 2012، أدت إلى كسور حادة في فقرات القطنية بالعمود الفقري، وخضع لـ 3 عمليات انتهت بالفشل.

اضطرت السيدة العشرينية بيع كافة أغراضها الثمينة، حتى تستطيع الإنفاق على أسرتها وتغطية تكاليف علاج زوجها، وانتهى بها المطاف إلى اصطحاب زوجها فتحي سيد، 36 عامًا، وطفلها الأكبر ذات الـ 6 أعوام، والتجول بهما في الشوارع، قاصدة أبواب مترو الأنفاق بمحطة المرج، لاستعطاف المارة بلافتة كتبتها بخط اليد "إحنا مش شحاتين.. إحنا أسرة محترمة وفي اختبار من الله علينا 4 شهور إيجار متأخر وهنتطرد آخر الشهر وبيحتاج حقن كل يوم ومعندناش عفش.. والله المستعان".

تقف بملابس مهندمة وهيئة جيدة، لا تبدو جليسة شوارع أو شحاذة، وهو الأمر الذي أثار استغراب المارة: "الناس بتقولي شكلك مش شحاتة وأنا عمري ما مديت إيدي لحد أبدا بس هعمل إيه جوزي بقاله 11 سنة متجوزاه، وعايشة معاه على الحلو وكان معيشني كويس، مقدرش أسيبه لمجرد أنه بقى قعيد وميقدرش يمشي ولا يشتغل تاني".

حاولت أسرة سمية إبعادها عن زوجها كثيرًا بدعوتها للسفر إلى الخارج معهم، لكنها كانت ترفض بشدة "خدته وهو سليم ومش هسيبه حتى لو هنسف التراب سوا"، وكل ماتتمناه علاج زوجها حتى يتمكن من السير مرة أخرى، خاصة بعد طرد اخوات زوجها لهم من منزله بعد وفاة والده.

تحاول سمية أن تغطي ماتستطيع من احتياجات أسرتها، فهي تعمل في إحدى الحضانات للأطفال صباحاً، بأجرة شهرية رمزية، لكنها بالكاد تغطي مصاريف إيجار غرفة بصالة، بمنطقة المرج، فتجلس ليلا بزوجها وطفلها بالشوارع لاستعطاف المارة، آملة في مستقبل أفضل لعائلتها الصغيرة.