رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هو

بالفيديو| "النص الحلو" في أشعار "جاهين".. حبيبة غائبة وابنة مدللة

كتب: محمود عباس -

11:16 ص | الثلاثاء 25 ديسمبر 2018

جاهين

لم تكن كلماته قاصرة على حب جارف للوطن، يتجسد في تغنيه بعقول العلماء في معاملهم ودأب الموظفين على مكاتبهم واجتهاد التلامذة في مدارسهم وضجيج أصوات الماكينات في المصانع، بل كان الوجه الناعم للمجتمع المصري حاضرا يتراقص بعذوبته في أشعار صلاح جاهين المولود في 25 ديسمبر عام 1930، فالطفلة ظهرت مرتدية زيها المبهج المتنبأ بمستقبلها المشرق، والحبيبة تبدو غائبة ينتظر العاشق عودتها، والأم تجلس على كرسي الملك يلتف حولها فلذات أكبادها المقبّلين ليديها.

"يا بنت يا أم المريلة كحلي، يا شمس هلّة وطلّة من الكولة، لو قولت عنك في الغزل قولة، ممنوع عليا ولا مسموحلي"، تلك كانت الملحمة الشعرية التي أهداها "جاهين"، لكل أب لم يسعفه وجدانه بكلمات يذوب، عبرها، عشقا في بناته، فشفاهها الصغيرة تفوق، في جمالها، مواويل الشعر، وحنان عينيها جعلها أما قبل أوانها، وأحلامها يترجمها عناق حار مع كتب تعتبرها طريقا وحيدا للمستقبل.

الشائع لدى كثيرين أن أغنية "المريلة الكحلي" مؤلفة خصيصا من الأب، صلاح جاهين، إلى ابنته "سامية"، غير أن الأخيرة صححت ذلك الخطأ، لتكشف، في مداخلة هاتفية مع أحد البرامج الإذاعية، أن تلك الأغنية ألفها "جاهين" لابنته الكبرى "أمينة"، في الأيام الأولى من عمرها، راسما لها صورة مستقبلية يتمنى أن يراها بعد سنوات.

"أبوس الإيد.. وقلبي سعيد.. يا أول حب في حياتي.. صباح الخير يا مولاتي"، تلك هي الرسالة التي بعثها "جاهين"، لكل أم مصرية يوم عيدها، يصور كيف أن الدنيا كلها تتحول، في هذا اليوم، إلى جنة مبهجة يزينها الربيع ويملأها الورد، ثم ينتقل إلى وصف علاقة أبدية تنشأ بين الأم وابنها منذ أول انتباهة لعينيه، ثم يكلل رسالته باستعراض فدائية الأم التي لا يشغل بالها سوى راحة أبنائها مهما كانت معاناتها في سبيل ذلك.

قضية المساواة بين الرجل والمرأة التي تصدت لها الفتيات، منذ زمن، حسمها "جاهين" بكلمات أغنيته "البنت زي الولد"، التي جاءت ضمن أحداث مسلسل "هو وهي"، وصف، خلالها، الفتاة المصرية بأنها "ألطف الكائنات"، بل زادها من الشعر بيتا يصف مدى طيبتها وحنانها ورقتها.

الحبيبة في أشعار صلاح جاهين كان لها مواضع عديدة، فتلك هي رباعية تتحدث بلسان عاشق ينادي حبيبته التي بعدت الأقدار بينهما، "ليه يا حبيبتي ما بيننا دايما سفر.. ده البعد ذنب كبير لا يُغتفر.. ليه يا حبيبتي ما بيننا دايما بحور.. أعدي بحر ألاقي غيره إتحفر.. عجبي"، ثم يستعير لسان شاب آخر يشتاق لحبيبته في ظل هذه الحياة الصاخبة، "زحام وأبواق سيارات مزعجة.. اللي يطوله رصيف يبقى نجا.. لو كنت جانبي يا حبيبي انا.. مش كنت أقول إن الحياة مبهجة.. عجبي".