رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد 36 ساعة تعذيب لابنه حتى الموت.. المحكمة تعاقب أستاذ جامعي والشهود يروون التفاصيل

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز -

12:30 م | الأربعاء 10 أكتوبر 2018

المتهم

بعد مرور قرابة 70 يوما على "القضية المشهورة" فى محافظة دمياط أسدلت صباح أمس، محكمة جنايات دمياط، برئاسة المستشار محمد رفعت المساح، الستار على القضية التي تحمل رقم 4750 لسنة 2018 جنايات قسم شرطة دمياط الجديدة، والمقيدة برقم 633 لسنة 2018 كلي دمياط، والمتهم بها أستاذ القلب والصدر بمستشفى كلية طب الأزهر، بقتل نجله، بعدما تعدي عليه بالضرب بـ"سير غسالة مثبت به مفك"، حتى لفظ أنفاسه الأخير بعد 36 ساعة من التعذيب بعد أن ارتكب الطفل واقعة سرقة "400 جنيه"، وجنيهات ذهبية.

وأصدرت المحكمة حكما بحبس أستاذ الجامعة، بالسجن لمدة سنة مع الشغل والنفاذ وأكدت هيئة المحكمة أنها استعملت أقصى درجات الرأفة مع المتهم حفاظا على أسرته.

ما حدث فى فى مدينة دمياط الجديدة، لا يزال الجيران وأهالي المنطقة يتحدثون عنه فيتذكرون "السلخانة"، التي صنعها الأب لابنه عقب اكتشافه سرقة 400 جنيه وجنيهات ذهبية من حافظة نقوده، التفاصيل أيضا التي جاءت من خلال تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية أكدت بأن بداية الواقعة كانت بورد بلاغ تغيب وقتل طفل يوم 20 يوليو الماضي وأثناء رحلة البحث كشفت جهات التحقيق اللغز.

مساء يوم 20 من يوليو الماضي تلقى رئيس مباحث قسم دمياط الجديدة، بلاغًا من أستاذ جامعي، يفيد بعثوره على ابنه مقتولًا بالقرب من المنزل، على الفور تم إخطار مدير أمن دمياط، وانتقل فريق من المباحث وأجرى الرائد محمد مجاهد رئيس المباحث ومعاونة النقيب مصطفى ياسر، معاينة لمكان الواقعة، وتبين أن الضحية يدعى "عبد الرحمن. ج" 14 سنة، ومصاب بجروح وكدمات في مختلف أنحاء جسده، ويبدو أنه تعرض للتعذيب والضرب لفترة زمنية أودت بحياته.

ناقشت القوات آنذاك الوالد "جمال. ع"، الذي قال في المناقشة الأولية، إن نجله اختفى لعدة ساعات، وفوجئ في أثناء رحلة البحث عنه، بإلقاء جثته بالقرب من الشقة.

وعقب الانتهاء من المعاينة، تم إخطار النيابة العامة، وانتقل فريق من نيابة دمياط الجديدة، وتم مناظرة جثمان الطفل وقررت النيابة عرضه على الطب الشرعي، لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، لتحديد هوية الجاني، ودوافع الجريمة، وكشف ملابسات الواقعة.

وبالتزامن مع مناظرة ومعاينة مسرح الجريمة من قبل النيابة العامة عقد مدير أمن دمياط، اجتماعا موسعا مع فريق البحث، واستعرض آنذاك خطة البحث التي جاءت كالتالي مناقشة الأب مرة أخرى، ومناقشة الزوجة وأشقاء الضحية، ومناقشة رواد المنطقة التي تصادف وجودهم خلال العثور على الجثة.

بمجرد الانتهاء من اجتماع فريق البحث انتقلت قوة أمنية إلى مكان الواقعة، ومنزل الطفل المقتول وبدأ فريق البحث عمله، الذي يترأسه العميد حسام الباز مدير المباحث الجنائي بالمديرية، وجاء في تحريات المباحث، كذب رواية الأب فنجله لم يختفي، وأكد أحد الشهود وجوده في مسرح الجريمة، قبل الإبلاغ عن العثور على جثة ابنه، ما دفع فريق البحث لمعاينة شقة والد الطفل، ومناقشة والدة الطفل الضحية.

وبحسب ما جاء في محضر الشرطة فقالت والدة الطفل إن ابنها الأكبر تعرض للتعذيب على يد والده، وأنه وراء الواقعة، وناقشت القوات أيضًا أشقاء الضحية، الذين أكدوا أنهم تعرضوا للتعذيب، والضرب على يد والدهم، وأن شقيقهم الأكبر مات من التعذيب على يد الأب.

وعقب مناقشة أفراد الأسرة، تم استئذان النيابة العامة، لضبط الأب وهو المشتبه فيه بارتكاب الواقعة، بعدما أكدت أفراد الأسرة، بأنه وراء الواقعة، كما سجلت القوات بأن هناك آثار تعذيب في أجساد أشقاء المجني عليه، نتيجة تعذيب الأب لهم، وتم استئذان النيابة بضبطه وإحضاره لاستجوابه حول ملابسات الواقعة.

وجاء في محضر الشرطة أن الأب اعترف بارتكاب الواقعة وقال: "أيوه أنا اللي قتلته، مكنش قصدي أقتله.. كنت بأدبه بس.. عرفت من أمه وأخواته الاثنين إن هو سرق 400 جنيه وجنيهات ذهب، فضلت اضرب فيه علشان يتأدب ويبطل يسرق تاني.. وسبته تاني يوم ورحت أصلي العشاء.. رجعت لقيته مات.. فكرت في التخلص من الجثة.. شلتها رمتها.. بس هو ده كل اللي حصل".

عقب الانتهاء من مناقشة الأب المشتبه فيه فى الاتهامات المنسوبة إليه، من قبل النيابة العامة، أصدرت قرارا بحبسه على ذمة التحقيقات، وعقب ورود تحريات المباحث النهائية، وتقرير الطب الشرعي الخاص بالضحية، أصدرت النيابة قرارا بإحالة المتهم للمحاكمة العاجلة أمام محكمة الجنايات، وعقب نظر القضية أسدلت المحكمة الستار عنها وقضت بسجن الأب سنة مع الشغل والنفاذ.