رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هو

زوج يحكي 12 عاما مع زوجته مريضة "سرطان الثدي": "تنازلت عن حقي الشرعي لأساندها"

كتب: آية أشرف -

05:57 ص | السبت 06 أكتوبر 2018

زوج يسرد مشوار 12 عاما مع زوجته مريضة سرطان الثدي

"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير" ذلك الدعاء الذي يردده المدعوون عقب عقد القران، وإتمام الميثاق الشرعي للمودة والرحمة، التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى، فلا تستقيم الحياة الزوجية إلا وتخللها المودة، والحب والرحمة، وأيضًا المواقف الإنسانية بل التي يثبت فيها الأشخاص أنهم الأجدر باختيارهم، من قٍبل شركائهم. 

ولا تسير الحياة على وتيرة واحدة، فلا بد وأن يتخللها بعض المشكلات بل والصدمات، التي بمثابة اختبار حقيقي للزوجين، ولعل أكثر الابتلاءات هو المرض، الذي يأكل من أحد الزوجين، يبدل حاله، ويجعله كقطعة القماشة البالية، هذا هو المرض الخبيث حينما يتمكن من شخص ما، يأكل في جسده، وصحته، وحالته النفسية، يحطمه كالهشيم، وكأنه عدو إما استسلمت له، أو غلبته، ولكن قد لا تستطيع مقاومته وحدك، فأنت بحاجة لجيش حصين يأخذ بيدك، ربما يكون شريكك هو الوحيد من يأخذ بيدك لبر الأمان. 

ويعد سرطان الثدي أكثر الحروب التي تواجها 70% من السيدات حول العالم، تلك الأورام الخبيثة التي تتخلل جسد المرأة وقد تصل في النهاية لاستئصال ثديها.

"قالتلي حاسة بكلكيعة في صدري ولما عرفنا إن عندها سرطان قولتلها انتي بتاعتي وعمري ما هسيبك".. هكذا أكد حسن عبد العزيز، 63 عاما، أنه اكتشف مرض زوجته منذ 2006، بعدما اعترفت لها بوجود "كلكيعة" في ثديها، الأمر الذي جعله يسرع إلى المستشفى للاطمئنان عليها، إلا أن الطبيب فاجأه باحتمالية إصابتها بسرطان الثدي، كان الأمر صادما له، إلا أن حبه في الحفاظ على منزله وأسرته، أجبره بعدم إخبار بناته، وبدأت رحلة العلاج حتى تتعافى الزوجة تمامًا. 

"روحنا المستشفى وفاجئونا بالاستئصال ومن هنا بدأنا رحلة الكيماوي الشاقة".. أضاف "عبد العزيز" خلال حديثه لـ"هُن" أنه ظل يرافق زوجته بالمستشفى، حتى فترة النقاهة، يدعمها، ويرفع من روحها المعنوية، عقب الاستئصال، ومن ثم بدأ معها رحلة الكيماوي، التي كانت تحطمها تحطيمًا، بل وتجعلها لا تشعر بمن حولها، من الألم، مشيرًا إلى أنه عقب تخطي مرحلة الكيماوي، خضعت زوجته لـ30 جلسة إشعاع، ومن ثم المتابعة الشهرية. 

أيام بل شهور وأعوام قضاها هذا الزوج الصبور بجانب زوجته، كان خير داعم ورفيق لها، وكأنه خُلق فقط من أجلها. 

"مراتي كانت نفسيتها في الأرض بس قلتلها العلاج أحسن ما تسيبينا وتمشي".. أكد زوج المتعافية، أن زوجته خلال فترة العلاج التي استمرت 12 عاما، كانت عصبية إلى حد كبير، كما أنها كانت مُحطمة نفسيًا فهي فقدت جزءًا من جسدها، فضلًا عن تعبها، إلا أنه وجد نفسه أجدر شخص كي يتحملها قائلًا: "كنت بقولها هتحملك واتعالجي حتى لو صعب، أحسن ما تمشي وتسيبينا والحياة من غيرك زي القبر".

واختتم الزوج حديثه في النهاية، بأنه لم يسمح لنفسه بمجرد التفكير في الزواج من غيرها، خاصة أن العلاقة الزوجية بينهما أصبحت منعدمة بسبب العلاج الذي أهدر صحتها، لكنه كان ينظر لها بكونها رفيقة دربه، وليست زوجة فقط، قائلًا: "اتنازلت عن حقي الشرعي مقابل إني أسندها وتعيش ولا في يوم أشوفها مكسورة".