لم تتوقف عائلة "بولين" الفتاة المراهقة التي لقيت مصرعها 12 يوليو 1963 على يد السفاح الشهير إيان برادي، وشريكته مايرا هيندليز، عن تتبع أثر ابنتهم التي "خرجت ولم تعد" إلا بعد 33 عاما جثة، بعد تعرضها للتعذيب الشديد واغتصابها، وطعنها عدة طعنات ثم إلقائها في قبر داخل مستنقع بمنطقة سادليورث مور في بينينس فوق مدينة مانشستر.

وبعد 18 عاما من تسليم جثتها للأسرة، يظهر حذاء الفتاة وقلادتها وقطعة من نسيج فستانها الذي كانت ترتديه في الليلة المشؤومة أي بعد 51 عاما من الحادث.

وتقول جاكي ريد ابنة أخت الضحية بولين لصحيفة "ذا صن" البريطانية: "كان الأمر مؤثرًا للغاية عندما رأيت حذاء وملابس بولين، بعد سنوات من قتلها"، مؤكدة أن سيتم دفن متعلقاتها بجوار الجثة وإقامة جنازة جديدة للضحية.

وذيع صيت السفاح إيان برادي وشريكته مايرا هيندليز في الفترة بين يوليو 1963 وأكتوبر 1965 في مدينة مانشستر، حيث قتل الشريكان 5 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و17 عاما في المنطقة، مستخدمين أبشع وسائل التعذيب، ومنذ ذلك الحين جرى العثور على 3 جثث فقط من 5 ضحايا.

وتوفيت هيندليز في سن 60 عاما في عام 2002، بينما عاش بعدها برادي لمدة 15 عاما أخرى، وتوفي في عمر 79 عامًا إثر صراع مع مرض السرطان وانتفاخ الرئة في أحد مستشفيات الأمراض العقلية المؤمنة بحراسة مشددة العام الماضي.

ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، برر السفاح برادي في عدد من الرسائل كتبها قبل أن يموت فعلته بعقد مقارنة بين جرائمه التي ارتكباها وبين ما تفعله الحكومات والنخب في البلاد، حيث إن الحكومة سُمح لها قتل الناس أثناء الحرب، ما يعني أنه ينبغي السماح له بفعل ذات الأمر، عوضًا عن إلقاء اللوم عليه ووضعه في السجن بسن مبكرة، ما حوله من مجرم صغير إلى قاتل، حد قوله.