مع الساعات الأولى من صباح كل يوم، تستيقظ السيدة التى تجاوزت منتصف العشرينات من عمرها على صوت ارتطام الأمواج مع خيوط أشعة الشمس التى تتخلل نافذة شقتها المطلة على أحد شواطئ مدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء، لتبدأ رحلتها اليومية فى إعداد الحلوى الغربية بالمنزل ثم تتوجه إلى مقر محلها التجارى بوسط المدينة، الذى ستنتهى من جميع تجهيزاته خلال أيام قليلة.

سبعة أشهر قضتها مى الصياد، ذات الـ27 عاماً، فى مدينة دهب فور إتمام إجراءات طلاقها من زوجها المصرى المقيم بالولايات المتحدة فى أكتوبر الماضى، وضعت خلالها خطة جديدة لتسيير الفترة المقبلة من حياتها وحدها، دون الاستعانة بأى من أفراد أسرتها أو أصدقائها لتعيد استقرارها الداخلى وتمضى وفق خطة محددة دون تردد.

عام من الزواج مر على السيدة المطلقة حديثاً، لم تتخيل أنها ستواجه خلاله أزمات تعصف بحياتها الزوجية، وبعد وصول زوجها إلى مصر بستة أيام فقط، تثور على وضعها وتطلب الطلاق وهو ما لم يستجب إليه الزوج بسهولة حتى هددته برفع دعوى خلع، ولكنه وافق على تطليقها قبل إتمام إجراءات الدعوى دون منحها أياً من حقوقها القانونية، وهى الحقوق التى تغاضت عنها الزوجة رغبة فى التخلص من القلق والاضطراب الذى طالما راودها طوال فترة زواجها.

عقب وصولها إلى دهب أو «المدينة الرايقة» كما تراها «مى»، توالت المصاعب فى ملاحقتها بدءاً من محل إقامتها، فاستقرت فى أحد الفنادق حتى تمكنت من استئجار شقة سكنية بمفردها، ليفاجئها مالك العقار برغبته فى تأجير الشقة للمصطافين، لتجد نفسها بلا مأوى مجدداً حتى تتمكن من الاستقرار فى أخرى بالقرب من أحد الشواطئ، ولكن ظلت التساؤلات المتكررة حول سبب طلاقها وكيفية تدبير أمور حياتها تطاردها رغم تنقلها: «اتبهدلت كتير فى الأول شفت قرف وأسئلة مابتخلصش وناس مش كويسين، بس قررت أتعامل لأن ماعنديش حل تانى ولازم أواجه المجتمع». اعتقاد راسخ لدى المطلقة العشرينية بأن حياتها لن تنتهى بالطلاق، دفعها لتدشين مشروع يتناسب مع قدراتها، فأسست مطعماً للحلويات الغربية، أطلقت عليه اسم كلبها الذى يرافقها فى جميع الأماكن، وحاولت إتقان طرق تحضير أشهر الحلويات الغربية، وشراء جميع مستلزماتها بهدف تأمين مصدر رزق ثابت لها مستقبلاً: «تكلفة المشروعات فى دهب مش كبيرة وبحضّر الحلويات فى البيت بتكلفة معقولة ونسبة الربح كويسة».