رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أوتاري.. قرية يابانية هجرتها النساء ورجالها يبحثون عن "امرأة ذات ابتسامة جميلة"

كتب: إسراء صبحي -

02:11 م | الأربعاء 27 يونيو 2018

أوتاري

قرية في محافظة ناجانو في جبال الألب اليابانية الشمالية، المعروفة بمناظرها الخلابة الآسرة، وبأماكن تزلجها الأفضل في البلاد، غير أن العثور على شريكة حياة في هذه القرية اتضح أنه مهمة عقيمة بالنسبة للرجال الذين يقطنوها.

يبلغ تعداد سكان أوتاري ثلث ما كان عليه في الخمسينيات، وقد تضاءلت أعداد السكان خلال العقد الماضي من 3 آلاف و734 شخصا إلى ألفين و795، حتى أن أعداد الأطفال باتت أقل من 180 طفلا في عمر الابتدائية والمتوسطة.

وطبقاً للمعهد الوطني لأبحاث السكان والتأمين الاجتماعي، فإن عدد سكان أوتاري سينخفض إلى نحو 900 نسمة فقط بحلول عام 2060، إذا استمرت هجرة الفتيات منها بالشكل الحالي.

وبحسب ما تشير التقارير الديموغرافية اليابانية، فإن النساء غادرن هذه القرية بحثا عن وظيفة أو شريك في حين بقي الرجال فيها للاعتناء بالأرض والمزارع التي ورثوها عن أهلهم، وأصبحت فرصهم للزواج والإنجاب ضئيلة.

وبحسب ما نقلته صحيفة "الجارديان"، فإن رجال أوتاري يطالبون النساء بالعودة إلى القرية ويبدون استعدادا للارتباط سريعا، ولا يطلب الرجال أن تتوفر في النساء شروطا كثيرة ومعقدة، بل شروطهم بسيطة جداً تقتصر على الابتسامة. 

وتقول ماري برينتون، وهي عالمة اجتماع في جامعة هارفارد، إن ثقافة العمل في اليابان غالبا ما تستولي على ساعات طويلة على حساب حياة اجتماعية نشطة، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد تفاقمت الظاهرة مع دخول المزيد من النساء إلى سوق العمل، حيث بات كلا الجنسين يجد صعوبة في تكوين أسرة.

وتشير البيانات الجديدة إلى أرقام أخرى قاتمة، أبرزها أن عدد سكان اليابان يمكن أن يتراجع إلى أقل من 100 مليون نسمة بحلول عام 2053، وهذا يحد من هدف الحكومة الاتحادية المتمثل في الحفاظ على عدد سكان لا يقل عن 100 مليون نسمة عام 2060.

يقول هيساشي ماتسوموتو، عمدة أوتاري معترفا: "لا يوجد لدينا حل سحري لنقص السكان، فالسكان سيستمرون في الأغلب بالتضاؤل أعدادا، لكننا إن تمكنا من إقناع المزيد من العائلات بإنجاب 3 أطفال مثلاً، عندها سيمكننا على الأقل إبطاء معدل الهبوط".

يوكي نوزاكي كويلكي، موظفة سابقة في وزارة الخارجية اليابانية، وهي الآن مستشارة لعمدة أوتاري، مقتنعة بأن أفضل فرصة لتبني عليها أوتاري آمالها في البقاء حية على المدى الطويل هي باستقطاب عدد صغير من الشابات الموظفات اللواتي سئمن حياة المدينة، لكن ليست لديهن أي قرابات في الريف.

تدعم يوكي برنامجا لتفكيك بعض البيوت الريفية الكبيرة المهجورة في القرية، بغية نقلها إلى مواقع أفضل، أملاً باجتذاب الشركات الناشئة، فمن المزمع افتتاح شركتين للتقنية العام المقبل، لكن لا أحد في أوتاري يتوقع وصول أفواج من النساء الشابات من كل مكان.

الكلمات الدالة