رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

"ياما فكت زنقة ناس".. حكاية "أم بلال" 38 عامًا من الخبرة في "الجمعيات"

كتب: أمنية سعيد -

12:23 ص | السبت 21 أبريل 2018

أم بلال

"الجمعيات دي ياما جوزت ناس وفكت زنقة ناس"، هذا ما قالته أم بلال، سيدة خمسينية، تخرجت من كلية الدراسات الإسلامية والعربية قسم العقيدة والفلسفة، عن تنظيمها "للجمعيات"، بحسابات دقيقة وجداول مُسطرة خصيصًا بين طيات أوراق "الأجندة" الخاصة بها، وصندوق خشبي صغير يحوي مرتبات ومعاشات المشاركين.

أم بلال مدرسة رياضيات بإحدى المدارس الابتدائية اعتادت على تنظيم الجمعيات الشهرية بين أقاربها وزملائها وجيرانها، وهي عبارة عن دفع مبلغ شهري لمدة معينة، ويحصل أحد المساهمين على المبلغ الإجمالي كل نهاية شهر بالترتيب أو يشترك فيه أكثر من فرد، ويتم عادة تنظيم دور الأشخاص المشتركين، حسب الحاجة.

أحيانًا ما تصل الجمعية التي تنظمها أم بلال إلى 125 ألف جنيهً، يتم توزيعها حسب الأولوية ووفق احتياجات المشاركين، "أنا ببقى عارفة احتياجات اللي داخلين معايا وبرتب الأسامي من الأول للأخير حسب الضرورة"، وتضيف أم بلال: "اللي محتاج فلوس الجمعية ضروري بخليه في الأسماء الأولى وباقي الناس بوزعهم على الأسماء الأخيرة".

وتقول أم بلال أثناء حديثها لـ"هن"، إنها بدأت في تنظيم الجمعيات منذ عمر السادسة عشر عامًا، حيث تعلّمتها عن طريق خالتها التي كانت تنظم الجمعيات قديمًا بين أقاربها وجيرانها: "كنت بشوف خالتي بتعمل الجمعيات وبتفك زنقة ناس كتير، فخلتني أنا كمان أعمل زيها وبدأت بمبلغ صغير مع أصحابي لحد ما بقيت أعمل جمعيات بمبالغ كبيرة".

وتوضح أم بلال الشروط الخاصة، التي يسير بها نظام الجمعية ووصفتها بأنها "شركة مساهمة"، أول قواعدها أن الاسم الأول في الجمعية لا يحصل عليه إلا من يحتاجه بشكل ضروري، وتضيف: "مش شرط عشان أنا صاحبة الجمعية أخد أول اسم، في ناس غيري محتاجاها أكتر مني"، ومن شروطها أيضًا أن يكون المشارك بالجمعية من أهل الثقة والأمانة، وإذا شارك أحد بسهمين أو أكثر في الجمعية لا يأخذهم متتابعين؛ ولكن يتم توزيعه بين الأسماء الأولى والأخيرة في الجمعية، كما قالت: "أهم حاجة باخد بالي منها في اللي بيشترك معايا إنه يكون أمين وموثوق فيه، فيه ناس كتير بعد ما بتقبض مبشوفهاش تاني".

وخلال 38 عامًا قضتها أم بلال بين أوراق الجمعيات والحسابات، تؤكد أن هذه الجمعية كثيرًا ما ساعدت في زواج الشباب، وتسديد الديون والقروض، وشراء المستلزمات الضرورية، وقضاء مناسك الحج والعمرة، تقول: "ناس كتير بيدخلوا معايا الجمعية عشان يجهزوا بناتهم وولادهم، أو يسافروا مصيف، أو يدفعوا مصاريف المدارس والجامعات، أو واحد عايز يشتري تكييف، ضرورات الحياة كتير والجمعية ياما فكت زنقات".

بـ طريقة لا يعلم كيفيتها إلا هي، وبشكل منتظم، اعتادت أم بلال على ترتيب أسماء المشاركين معها في "أجندة" خاصة بها من الأول إلى الأخير، وتترك بجوار كل اسم علامات مميزة، لتعرف من خلالها عملية سير النقود، وموعد القبض، والموعد المقرر لأن يدفع كل فرد المبلغ المطلوب.

"بقالي 38 سنة بعمل جمعيات، عمري ما صادفت راجل بيعمل جمعية، عشان ملهمش خلق عليها وعلى حساباتها"، وعن شهرتها بين زملاؤها وجيرانها، توضح: "اتشهرت بين زمايلي وجيراني إني عمري ما كلت حق حد ولا جيت على حد، ومن وقتها بقى اللي عايز يدخل جمعية يرشحوني ليه عشان واثقين في أمانتي"، مؤكدة أنه كثيرًا ما يتم استخدام الجمعيات لأغراض النصب والتجارة بأموال الناس، ونصحت الناس بالحذر وعدم المشاركة إلا مع الأشخاص الموثوق فيهم.

وتشير أم بلال، خلال حديثها، إلى أن من يُدير الجمعية من المفترض أن يكون مشهورًا بذكائه وذاكرته الحديدية وثقته وأمانته، وبمجرد الإعلان عن بدأ دورة جديدة من الجمعية، يبدأ الناس في حجز أدوارهم وتقوم هي بدورها بترتيب الأسماء حسب احتياجاتهم الشخصية، وغالبًا ما يكون هناك مدة تمتد من شهر إلى شهرين بين الجمعية القديمة والجديدة، حتى تتمكن من تنظيمها بشكل مرتب ومنظم ويضمن حقوق المشاركين معها.

وتبرر أم بلال سبب لجوء معظم الناس إلى الجمعيات بدلًا من الاقتراض من البنك، أن قروض البنوك دائمًا ما يصاحبها فوائد ومماطلة تجعل من الجمعية طريقًا سهًلا ومختصرًا على الشعب المصري بدلًا من الاقتراض، "في ناس عايشة على الجمعيات دي، ومن غيرها عيشتهم هتبقى صعبة".

الكلمات الدالة