بعد نحو 70 عامًا من العطاء المتواصل في الإذاعة المصرية، غيّب الموت الإعلامية القديرة أمال فهمي صاحبة أشهر برنامج في الإذاعة المصرية "على الناصية" عن عمر ناهز الـ92 عامًا، بعد أن امتلكت قلوب الملايين من المصريين بصوتها الأثير بعدما اعتبروا برامجها منبرا اجتماعيا وإنسانيًا لهم، استمر لـ50 عامًا وهو ما أهلها لدخول موسوعة "جينيس" العالمية، باعتبارها المذيعة الوحيدة في العالم التي استمرت في تقديم نفس البرنامج كل هذه المدة.

كانت الراحلة أمال فهمي، أول سيدة ترأس إذاعة الشرق الأوسط عام 1964، ثم وكيلاً لوزارة الإعلام فمستشارًا لوزير الإعلام في الثمنينات إلا أنها بدأت الراحلة تقديم برنامجها الأشهر "على الناصية" عام 1957، بعد التحاقها بالإذاعة قدمت العديد من البرامج التي جذبت إليها الأسماع بداية من برامج "المرأة، فوازير رمضان، في خدمتك، حول العالم، عقبال عندكم، إلى أن أسند إليها الإذاعي الراحل أحمد طاهر برنامج (على الناصية)"، الذي تعتبره نقطة تحول في حياتها الإذاعية، وكانت أول سيدة ترأس إذاعة الشرق الأوسط عام 1964، ثم وكيلاً لوزارة الإعلام فمستشارًا لوزير الإعلام.

 كما تولت منصب مستشار الإذاعة في فترة الثمانينيات إلا أنها طوال هذه السنوات وعلى الرغم من مسؤولياتها العديدة، فإنها لم تتخل عن تقديم برنامج "على الناصية"، الذى أجرت من خلاله لقاءات حقيقية مع المستمعين ليس لها ترتيب مسبق، وحرصت على عرض مشاكل وهموم الناس، وقدمت من خلاله حلقات مسجلة من مختلف بلاد العالم، التي سافرت إليها مثل اليابان، فرنسا، إنجلترا، إسبانيا، وسط أفريقيا، أمريكا، سويسرا، سوريا، لبنان، تونس، اليونان، هونج كونج.

كما سجلت البرنامج من الجزائر وقت الاحتلال الفرنسي، في أحد الجبال هناك وبجوارها أحد الفدائيين وبيده مدفعه الرشاش، وحرصت آمال فهمي على الاستماع إلى قضايا وشكوى الناس والعمل على حلها من خلال البرنامج، وكذلك قضايا المجتمع، فكان لها دور بارز في حملة التبرعات لمعهد القلب، حيث استطاعت جمع تبرعات وصلت إلى 8 ملايين جنيه إضافة إلى المساهمة في إنشاء قسم العناية المركزة بقصر العيني، وتبرعات لصالح معهد الأورام وتبرعات أخرى لصالح المحتاجين.