رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

لغز الرضيع.. حملته أمه سفاحا وسلمه "خاله" للشرطة على أنه "لقيط"

كتب: سلامة عامر -

05:29 م | الخميس 25 يناير 2018

الطفل

تنتهي دومًا العلاقات غير الشرعية بألم وندم، وربما يدفع ثمنها أحد ما، وبالطبع المرأة تكون المتهم الأول، لكن "س" لم تشعر بالألم والندم، وربما العواصف النفسية التي مرت بها؛ وجعلتها تقبل العيش بالشوارع تلتقط رزقًا من هنا وهناك، في حالة من اللاوعي، أفقدتها شعور الأمومة، لتلفظ قطعة منها دون أن يحرك ذلك فيها شيئا.

كتب "الاستغلال" في حياة "س" سطورًا ومحاها، لتبقى حياتها خاوية على عروشها، ولم ينفع هنا لا الأقارب ولا الصحبة، فالحب لكونه غير حقيقي لم يرفق باضطرابها النفسي، بل جعلها تتساقط إلى الأعماق وظل يتسلل إليها إلى أن تهاوت، كذلك الخال؛ الذي ظن أنه محى الخطيئة بالتخلي عن صغير ابنة شقيقته، ليشارك في كتابة ماض مجهول له، دون أن يفكر في احتوائها والتقرب إليها متناسيًا صلة الرحم التي تربطهما، ليدخل الأغراب ويبعثروا ما تبقى من طمأنينة لدى الضحية.

البداية كانت مع ورود بلاغ  لوزارة التضامن عبر صفحة "أطفال مفقودة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بالعثور على طفل رضيع عمره  7 أشهر في دائرة قسم الدقي، وعلى الفور توجه معاون الوزير للرعاية الاجتماعية لديوان القسم، وأنهى إجراءات استلامه لإيداعه مركز "العوضي" الطبي التابع لمنظمة "فيس"، والاطمئنان على حالته الصحية. 

وبعد استلام الطفل، كانت المفاجئة عند الكشف عن تفاصيل تسليمه، وتبين أنه ابن لسيدة سبق أن تمت متابعة حالتها من فريق التدخل السريع ومؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان"؛ تدعى (س. ف . ش)، وتعاني من اضطراب نفسي، وكانت تقيم بهذا الرضيع أسفل كوبري الدقي ومعها رجل كان يستغلها في أعمال التسول.

وأسفرت متابعة السيدة وابنها ميدانيًا آنذاك من طرف فريق التدخل السريع في مكان تواجدها بالشارع عن رفضها الذهاب إلى أي دار للرعاية، نظرًا لتأثير الشخص الذي يلازمها عليها وقيامه باستغلال حالتها النفسية في التسول.

وبدراسة حالتها، اتضح أنها كانت متزوجة ولديها طفلان وانفصلت عن زوجها وهربت للشارع، وتم استغلالها في أعمال التسول؛ ثم حملت وأنجبت هذا الطفل، الذي لم تكشف عن هوية والده، ما دلل على أنه نتاج علاقة غير شرعية.

وعلمت "التضامن" أن هذه السيدة توجهت الأسبوع الماضي إلى مقر مؤسسة "معانا"، وتعامل فريق العمل مع حالتها واستدعى شقيقها وطليقها وقاما باستلامها هي ورضيعها على أن يوفرا لهما حياة كريمة، ولكن بعد يومين من استلامهما لهما تم تسليم الطفل بقسم الدقي على اعتبار إنه معثور "مجهول الهوية".

وبمراجعة محضر الشرطة الخاص بالعثور، لوحظ أن من قام بتسليم الطفل لقسم الشرطة شخص يدعى (ع. ف .ش)، ويرجح أن يكون الخال هو نفسه من ادعى عثوره على الطفل، وحرر محضرًا في الشرطة بذلك.

يذكر أن كافة هذه البيانات تم إيداعها لفريق إدارة الحالة التابع لمنظمة "فيس"، الذي يتولى حاليا اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإثبات أهلية الطفل للحفاظ على حقه وحرصا على المصلحة الفضلى له، وستتولى العرض على النيابة وعمل تحاليل "D N A" في مرحلة لاحقة.